أعلن "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" خبر وفاة الرئيس صدام حسين ب"نوبة قلبية"، لكن ممثلي أطراف المعارضة الآخرين في دمشق استبعدوا صحة النبأ، ونفته وزارة الإعلام العراقية رسمياً أمس. وكبرت الاشاعة وبدأت التكهنات بمستقبل النظام في بغداد وبخليفة صدام. وعلى رغم التباين في تصريحات المعارضة، إلا أنها أجمعت على أن الرئيس العراقي مريض. وانفرد السيد بيان جبر ممثل "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم ب"إعلان وفاة" صدام، لكن رئيس حزب "الوطن العراقي" مشعان الجبوري قال إنه "مريض واصيب قبل سنوات بسرطان الغدة اللمفاوية وانتقل الى الرأس، وان أطباء من كوبا ولوكسبورغ وفرنسا ارسلهم رجل أعمال عراقي مقيم في الخارج يشرفون على علاجه". وأكد الجبوري ل"الحياة" وجود "معطيات كثيرة" تؤكد حسم موضوع خلافة صدام لمصلحة ابنه الاكبر عدّي. وأوضح ان بعض هذه المعطيات يتخلص في تبني عدّي طروحات المعارضة بانتقاد التمييز ضد الشيعة وحل قوات الطوارئ التابعة للحرس الخاص التي يشرف عليها قصي الابن الثاني لصدام، والاكتفاء بخمسة افواج سميت "افواج الحرس الخاص" برئاسة كمال مصطفى صهر الرئيس. تكذيب عراقي وبثت وكالة الانباء العراقية خبراً عن ترؤس صدام جلسة لمجلس الوزراء أمس فيما فند مدير الاعلام الخارجي سلام خطاب الناصري الانباء التي أشارت الى اصابة صدام بعد العرض العسكري الذي استغرق خمس ساعات في اليوم الاخير من العام الماضي. ووصفها الانباء بأنها "سخيفة". وقالت مصادر عراقية موثوق بها ان صدام شعر بآلام في الصدر ونقل إلى المستشفى واستدعي طاقم طبي لعلاجه برئاسة الدكتور عزيز محمود شكري الذي أكد لمرافقي الرئىس أنه يعاني من اثر نتيجة وقوفه فترة طويلة في البرد. وكانت مؤشرات عدة عززت انباء اصابة الرئيس العراقي بآلاُم في القلب، إذ ناب عنه عزت الدوري في مراسم أداء اليمين القانونية لاعضاء "هيئة رعاية العلماء والمفكرين والادباء والفنانين" الثلثاء. وقال قادمون من بغداد إن دوريات الاستخبارات والأمن الخاص انتشرت في معظم المحاور المهمة من بغداد، وهو اجراء تتبعه السلطات عادة في حالات الطوارئ، مؤكدين ان سيارات حملت مسلحين ببزات مدنية توزعت في مناطق مهمة في العاصمة وتبلغت القيادات الحزبية امراً بالبقاء في "حال استنفار". فوضى في بغداد وفي القاهرة، طورت صحيفة مصرية مستقلة الاشاعة، ونشرت خبراً عن وفاة صدام بأزمة قلبية مفاجئة، وتسببت في إثارة اهتمام الأوساط المصرية الرسمية بعدما وجدت أن القاهرة صارت مصدراً لخبر من العيار الثقيل. وبات على الجهات الرسمية ووسائل الإعلام والصحف تأكيد أو نفي الخبر فانهالت المكالمات الهاتفية والاستفسارات على السفارة العراقية في القاهرة، لكن المتسائلين لم يجدوا اجابة سريعة فالتعليمات لم تكن أتت بعد من بغداد بالرد أو التجاهل. وكانت صحيفة "آخر خبر" خرجت في الصباح بمانشيت رئيسي عن "وفاة صدام حسين إثر أزمة قلبية مفاجئة" و"الفوضى تسود بغداد والقصر الجمهوري لم ينف الخبر". ونسبت الصحيفة المعلومات إلى مصادر عراقية في سويسرا ثم استندت إلى تقرير لوكالة أنباء المانية نقل عن مصدر عراقي آخر مقيم في سورية أن الرئيس العراقي "يمر بأزمة صحية طارئة".