اختار الرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش مرشحاً من أصل عربي ليشرف على سياسة الادارة المقبلة في مجال الطاقة، في وقت تواجه الولاياتالمتحدة مشاكل كبيرة تتعلق بأزمة الطاقة الكهربائية في كاليفورنيا إضافة الى نتائج سلبية لارتفاع اسعار النفط والغاز على الاقتصاد الاميركي. وجاء ترشيح السناتور سبنسر ابراهام 48 عاماً لوزارة الطاقة مفاجئاً بعدما تردد ان بوش ينوي ترشيحه لوزارة النقل لمعرفته الواسعة بشؤون صناعة السيارات في ولاية ميتشيغان التي كان يمثلها في مجلس الشيوخ قبل ان يخسر معركة اعادة انتخابه بفارق بسيط في الانتخابات الاخيرة امام منافسته الديموقراطية ديبرا ستيبناو. والمعروف عن ابراهام تأييده المواقف العربية والقضايا التي تهم العرب الاميركيين. وقد ردد في مناسبات عدة مفاخرته بكونه من جذور لبنانية من آل رزق من قرية ديردغيا، قضاء صور، جنوبلبنان وكان آخرها اثناء اعلان بوش ترشيحه حين أشار الى عائلته الفقيرة التي هاجرت من لبنان. درس ابراهام المحاماة في جامعة هارفرد وعمل مستشاراً قريباً من نائب الرئيس السابق دان كويل قبل ان ينتخب لمجلس الشيوخ عام 1994. وله صداقات واسعة مع المنظمات العربية والاسلامية وافراد الجالية. وهذه الحكومة الاميركية الثانية التي يتمثل فيها الاميركيون من اصل عربي. فالرئيس كلينتون عيّن دونا شلالا المتحدرة ايضاً من اصل لبناني وزيرة للصحة. ولا يعتبر وجود اميركيين من اصل لبناني في مراكز عليا امراً جديداً في ادارات الجمهوريين. اذ سبق أن عين جورج بوش الاب حاكم ولاية نيو هامشير السابق جون سنونو مديراً لادارة البيت الابيض، كما لعب السفير الراحل فيليب حبيب دوراً كبيراً في السياسة الخارجية خلال عهد الرئيس رونالد ريغان. وتعتبر قضايا الطاقة من القضايا المهمة التي ستواجه الادارة المقبلة، مما سيجعل من ابراهام وزيراً بارزاً في الفترة الاولى من عهد بوش. فأسعار النفط والغاز ارتفعت بنسبة 50 في المئة عما كانت قبل سنة. اضافة الى أزمة الكهرباء التي تواجه ولاية كاليفورنيا. وجاء اعلان ترشيح ابراهام في وقت تستعد منظمة "اوبك" لخفض انتاجها. والمعروف عن ابراهام، اضافة الى كونه من المحافظين، انه اكثر اعضاء مجلس الشيوخ السابق ذكاء وتركيزاً في رسم السياسات. وتعتقد اوساط الحزب بأن تركيزه على السياسة والخوض في درس المشاريع ادىا الى اهماله قاعدته الانتخابية وكان احد اسباب خسارته مقعده. وتجدر الاشارة الى ان بوش خسر ولاية ميشيغان التي كانت من الولايات المتأرجحة في الانتخابات الرئاسية. وسيكون على ابراهام ان يسرع في رسم سياسة جديدة للولايات المتحدة في مجال الطاقة، انسجاماً مع انتقادات بوش اثناء الحملات الانتخابية للادارة الديموقراطية لعدم وضعها سياسة واضحة. وكانت وزارة الطاقة تعرضت لانتقادات واسعة من جانب الكونغرس ليس فقط بسبب ارتفاع اسعار النفط بل للخروقات الامنية التي تعرضت لها معامل ابحاث الطاقة الذرية في لوس ألاموس. وتتوقع الاوساط الجمهورية ان يوافق مجلس الشيوخ على تعيين ابراهام من دون عقبات اساسية، لكنها توقعت ايضاً ان يثير بعضهم تأييده مشروع قرار في مجلس الشيوخ عام 1999 لالغاء وزارة الطاقة الذي لم يعمر طويلاً.