} تحت وطأة التظاهرات الطلابية التي تحولت صدامات مع الشرطة، قبل البرلمان الاندونيسي درس تقرير اعده عدد من اعضائه حول تجاوزات اتهم الرئيس عبدالرحمن وحيد بارتكابها. وفي انتظار ان يصدر البرلمان قراراً في هذا الشأن، ظلت البلاد معلقة بين رفض الرئيس الاذعان للاتهامات، والغليان في الشارع الذي يحركه المناهضون له الساعون الى تنحيته. جاكارتا - رويترز، أ ف ب - تدفق آلاف المتظاهرين الى مقر البرلمان في جاكارتا امس، حيث كان مقرراً ان تعلن لجنة برلمانية نتائج تحقيقها حول دور الرئيس عبدالرحمن وحيد في فضيحتين ماليتين. وحذر وزير الدفاع محمد محمود من حدوث مواجهات بين المؤيدين لوحيد والمناهضين له، في حال قرر النواب المباشرة بعملية عزل رئيس الدولة بحسب نتائج التحقيق. وظل مضمون التقرير حول فساد الرئيس، طي الكتمان الى حين يعلن البرلمان قراره في هذا الشأن الخميس المقبل. وسادت تكهنات حول احتمال اكتفاء البرلمان بتأنيب وحيد بدل اخضاعه للمساءلة، وهي عملية بالغة التعقيد بحسب الدستور الاندونيسي. وحققت اللجنة في عملية احتيال مالي طاولت 9،3 ملايين دولار من وكالة "بولوغ" الرسمية للاغذية، تورط فيها المدلك الشخصي للرئيس، فضلاً عن هبة قدرها مليونا دولار من سلطان بروني قبلها وحيد، من دون ان يحدد بدقة كيفية استخدامها. واعتبر 33 من اعضاء اللجنة البالغ عددهم 55 شخصاً، خلال تصويت، ان وحيد يشتبه بأدائه دوراً في "بولوغ غيت". وفي المقابل، نفى وحيد تورطه في هاتين الفضيحتين، مستنداً الى امتناع الحزبين الرئيسيين في البرلمان عن دعم مساءلته. وقال الرئيس الاندونيسي امس، انه لن يستقيل على رغم تصاعد الانتقادات لحكمه. وأجاب رداً على سؤال للصحافيين في هذا الشأن: "لن استقيل لأن مجلس نواب الشعب عينني". ومعلوم ان مجلس نواب الشعب هو اعلى سلطة اشتراعية في البلاد وانتخب وحيد رئيساً منذ 15 شهراً. وفي المقابل، أطلقت الشرطة الاندونيسية قنابل الغاز المسيل للدموع على آلاف الطلاب المحتجين الذين حاولوا اقتحام مبنى البرلمان. ورد الطلاب بإلقاء العصي والحجارة على عناصرها. وردد المتظاهرون الذين قدر عددهم بحوالى عشرة آلاف شخص، شعارات معادية لوحيد وأعلنوا دعمهم عمل لجنة التحقيق، قبل ان تتمكن الشرطة من تفريقهم مساء. وليس واضحاً تماماً من يحرك التظاهرات المناهضة لوحيد والتي أصبحت التنظيمات الطلابية والحركات النقابية عمادها الاساسي، علماً ان كبرى الاحزاب في البلاد وبينها حزب ميغاواتي سوكارنو بوتري ونهضة العلماء، تدعم الرئيس. لكن مراقبين ابدوا مخاوفهم من مواجهات محتملة بين الطلاب والاسلاميين انصار وحيد.