تحرك الشارع الاسلامي في اندونيسيا ضد ميغاواتي سوكارنو بوتري التي باتت المرشحة الاوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية في ظل احباط آمال الرئيس يوسف حبيبي نتيجة تصويت مجلس الشعب الاستشاري ضد تقرير قدمه عن انجازات عهده. وسينتخب المجلس رئيسا للبلاد اليوم. جاكارتا - أ ف ب، رويترز، د ب أ - نزل آلاف الاسلاميين الى شوارع جاكارتا امس الثلثاء في تظاهرة مناهضة للمرشحة الرئاسية ميغاواتي سوكارنو بوتري، رافضين ان يؤول الحكم الى امرأة. وهتف المتظاهرون: "ليست رئيستنا"، في رد على شعار "انها رئيستنا" الذي رفعه انصار ميغاواتي ويغطي جدران العاصمة منذ اسبوع. ولبى المتظاهرون دعوة من المنظمات المسلمة المؤيدة بشكل عام للرئيس حبيبي. ورددوا هتافات: "ارفضوا ميغا، ارفضوا ميغا". وكانت الميليشيات الاسلامية دعت بانتظام في الايام الاخيرة الى وقف التظاهرات ضد الرئيس الاندونيسي واقترحت ان تحل محل الشرطة والجيش لاعادة النظام. وفي المقابل، تجمع انصار ميغاواتي، كما في الايام السابقة، في احدى الساحات وسط العاصمة على بعد ثلاثة كيلومترات من التظاهرات المعارضة لها. وتولى رجال في لباس القتال الاسود اعتمروا قبعات حمراء وتابعون لجهاز الامن في الحزب الديموقراطي الاندونيسي للكفاح بزعامة ميغاواتي، الحفاظ على الامن تحت انظار رجال الشرطة والجيش المحتشدين في الشوارع المجاورة. وشكل ذلك انتهاكاً لقرار البلدية اول من امس حظر التظاهرات حول هذه المستديرة المحاطة بفنادق فخمة. وبين التظاهرتين كان قرابة الف موظف يتظاهرون امام بورصة جاكارتا مطالبين بمنع ترشيح الرئيس حبيبي للانتخابات الرئاسية. وأفاد منشور وزعه المتظاهرون الذين ارتدوا قمصاناً وربطات عنق ان "غالبية القطاعات الاقتصادية تريد تغييراً حقيقياً في قيادة البلاد، وهي الفرصة الوحيدة لانقاذ الامة". وحضت ميغاواتي المجلس الاشتراعي على انتخابها رئيسة للبلاد خلال الاقتراع الذي يجريه اليوم، قائلة ان هذه رغبة الشعب0 وفي حديث صحافي نادر نشر امس، عشية الانتخابات، دعت ميغاواتي اعضاء مجلس الشعب الاستشاري وهو اعلى مجلس اشتراعي في اندونيسيا الى ان يقدموا مصلحة البلاد على الاعتبارات الحزبية والسياسية0 وصوت المجلس مساء امس على رفض تقرير الرئيس الاندونيسي والذي برر فيه الاعمال التي قام بها أثناء فترة حكمه المضطرب الذي دام ستة عشر شهراً. ويضع ذلك نهاية فعلية لعمله السياسي. وكان حزب غولكار الذي ينتمي اليه الرئيس هدد بسحب تأييده له وتأييد أحد منافسيه بدلا منه. وحتى الآن لم تقبل سوى كتلة برلمانية واحدة من إحدى عشرة كتلة تقرير حبيبي. ورفضت أربع كتل التقرير، فيما كان متوقعاً أن يحذو فصيل خامس حذو الفصائل الاربعة الرافضة للرئيس. وأعربت خمس كتل أخرى عن تحفظاتها عن تقرير الرئيس، غير أنها لم تصدر قرارها النهائي خلال النهار. وحتى المساء لم تقبل سوى كتلة برلمانية واحدة من إحدى عشرة كتلة تقرير حبيبي. ورفضت أربع كتل التقرير، فيما حذا فصيل خامس حذوها. وأعربت خمس كتل أخرى عن تحفظاتها عن تقرير الرئيس، أما حزب غولكار الذي ينتمي إليه حبيبي فصوتت غالبية من اعضائه ضد تقرير حبيبي.