أحمد آباد الهند - ا ف ب، رويترز - أعلن الحاكم العسكري في باكستان الجنرال برويز مشرف امس، ان الهند رفضت عرضاً من اسلام آباد لمساعدة ضحايا الهزة الارضية التي ضربت ولاية غوجرات. وقال مشرف للصحافيين: "عرضت المساعدة ولكن الجواب كان سلبياً، اذ قالوا ان لديهم ما يكفي من المساعدات وشكرونا". وأوضحت مصادر رسمية باكستانية ان المسؤولين الهنود، رفضوا في البداية خياماً وأغطية وأدوية عرضتها اسلام آباد، متذرعين بأنهم يحتاجون في شكل خاص الى كلاب وتجهيزات للتحري حول وجود ناجين بين الركام. وبعد اتخاذ باكستان "تدابير سريعة" لتلبية طلبهم، رفضوا اعطاء اذن لطائرة تحمل الكلاب والتجهيزات بالاقلاع الى احمد آباد. من جهة اخرى، اتجهت عمليات الاغاثة في الهند نحو اعطاء الافضلية للاهتمام بالأحياء، في وقت بدأ الامل يخبو في العثور على ناجين من الكارثة، بعد ثلاثة ايام على وقوعها. وفي الوقت نفسه، تخوفت السلطات من سرقات وأعمال شغب يقوم بها الذين فقدوا كل ممتلكاتهم ولا يجدون ما يقتاتون به، خصوصاً في المناطق النائية. ومع ان اعمال الاغاثة تركزت على الاهتمام بمئات آلاف المشردين الذين اصبحوا بلا مأوى، تواصلت عمليات البحث عن ناجين محتملين بمساعدة فرق انقاذ جاءت من الخارج مزودة معدات سبر متطورة. وكان الزلزال الذي قالت المراصد الهندية ان قوته بلغت 9،6 درجات، في حين قالت المراصد الاجنبية انها وصلت الى 9،7 درجات على مقياس ريختر، أدى الى هدم آلاف المنازل والابنية في غوجرات. وبحسب تقديرات وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز فإن عدد القتلى بلغ "20 الفاً وربما اكثر". واشارت الحكومة الى 14 الف شخص في عداد المفقودين. ويخشى، في المناطق الاكثر تضرراً، من ان يقوم الذين فقدوا كل شيء بأعمال شغب، اذ تحول الحصول على قليل من الماء الى سبب لصدامات. وقال ساندي بلانشيه الذي يعمل مع صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف ان "همنا الاساسي الآن هو تأمين المأوى والادوية". وحذر بلانشيه من انتشار الاوبئة بسبب تحلل الجثث التي تنتظر عمليات احراقها. واشار الى وجود عدد كبير من الاطفال الذين ليس لديهم من يهتم بهم. وقال: "اننا قلقون جداً للعدد الكبير من الاطفال الوحيدين". وبدأت المساعدات المرسلة من مختلف انحاء العالم، من ادوية ومستشفيات ميدانية وأغذية، بالوصول الى احمد آباد، المدينة الرئيسية في ولاية غوجرات حيث يمضي آلاف السكان لياليهم في العراء خوفاً من هزات جديدة. وأرسلت جمعية الهلال الأحمر الكويتية مساعدة مالية لمنكوبي الزلزال في الهند قيمتها 250 ألف دولار، فيما واصل الكويتيون تقديم تبرعاتهم الى الجمعية لإغاثة المنكوبين. وأدى انقطاع الماء والكهرباء وفقدان المواد الغذائية الى عمليات نزوح كثيفة من منطقة بهوج التي كانت الاكثر تضرراً. ودفعت سلسلة جديدة من الهزات صباح امس، تراوحت قوتها بين 5،3 و6،4 درجات، كثيرين للانضمام الى صفوف النازحين، فيما دعت السلطات سكان المناطق المتضررة الى اتخاذ جانب الحذر والبقاء خارج منازلهم. وشكا عدد من رجال الانقاذ من روائح الجثث التي بدأت بالتحلل ورأوا الكلاب تنهش جثثاً علقت بين الانقاض. معابد دمرت وقال خبراء آثار ان الزلزال سوّى بالأرض عدداً من النصب التاريخية والمعابد الاثرية وقلاع العصور الوسطى. وتهدم متحف بني قبل 113 عاماً في بلدة بهوج كما ظهرت شقوق في عشرات من المباني التاريخية في ولايتي غوجرات وراجستان. وتكثر في غوجرات التي تضم حالياً ولاية كوتش القديمة، آثار يرجع تاريخ بعضها الى اكثر من 500 عام. ويضم متحف بهوج مجموعة من القطع النادرة من بينها تمثال لبوذا من القرن السابع. واختفى المتحف ومعه قطع عمرها مئات السنين. وافيد ان معبد سومناث الهندوسي الواقع على الساحل الغربي للبلاد، نجا لان وجوده في البحر انقذه ذلك ان مياه المحيط قامت بدور عازل. ومعبد سومناث هو احد 12 معبداً للإله شيفا إله الدمار لدى الهندوس، ودمر وأعيد بناؤه خمس مرات.