«المربع»، «المتحف الوطني»، «المركز التاريخي»، كلها أسماء تدل على حقيقة واحدة وهي منطقة الوسط في الثمانينات في الرياض، التي تغير معها مكنونات الرياض. وأنشئ المتحف الوطني ليكون معلماً وطنياً على مستوى المملكة، ليسهم في إثراء مسيرة التعليم والتوعية الثقافية وتطوير الانتماء والتعريف بتاريخ الجزيرة العربية، وبرسالة الإسلام الخالدة. ويحتل المتحف الوطني مساحة 17 ألف متر مربع ويقع على الجانب الشرقي لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، في حين تبلغ المساحة الإجمالية لمبناه المكون من طابقين 28 ألف متر مربع، ويوفر المتحف بيئة تعليمية حديثة لشرائح مختلفة من المجتمع وفي مستويات متعددة، نظراً لتنوع المعروضات به والتي تشمل القطع الأثرية والوثائق والمخطوطات ولوحات العرض، إضافة إلى استخدام وسائل العصر المتعددة فضلاً عن الأفلام الوثائقية والعلمية، ويمتاز المتحف بتكامل معروضاته في تقديم موضوع متسلسل من بداية خلق الكون إلى العصر الحديث ويدور محوره الأساسي حول الجزيرة العربية، كما تنفرد كل قاعة من قاعات المتحف الرئيسية بتقديم عرض موضوعي مستقل ومتكامل. ويتكون المتحف من 8 قاعات عرض رئيسية مرتبة ضمن تسلسل تاريخي مضطرد يصل إليها الزائر بحسب تصميم معماري يراعي ترتيبها الزمني، كما يحتوي المتحف على قاعتين للعروض الدائمة والموقتة فضلاً عن المكاتب الإدارية والمخازن والمرافق الخدمية العامة لزوار المتحف والعاملين فيه. وتقدم قاعة الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية في جناحها الأول في المتحف تاريخ الدولة السعودية الأولى الذي بدأ بميثاق الدرعية بين الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود وأهم أحداث تلك الدولة ثم نهايتها على إثر حملة عسكرية قادها إبراهيم باشا. أما الجناح الثاني، فيستعرض الدولة السعودية الثانية بدءًا من تأسيسها على يد الإمام تركي بن عبدالله وانتهاءً بخروج الإمام عبدالرحمن الفيصل من الرياض. كما تسرد موجودات قاعة توحيد المملكة قصة استعادة الرياض على يد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود في 5 شوال عام 1319ه معلناً قيام الدولة السعودية الحديثة، وتمتاز القاعة بتصميمها الدائري حيث تظهر في محيطها الخارجي مناطق المملكة مرتبة بحسب دخولها تحت لواء الدولة الفتية، وفي وسط القاعة يُعرض فيلم وثائقي يحكي ملحمة توحيد المملكة.