من بين أكثر من 60 متحفاً يجيء المتحف الوطني للآثار والتراث الشعبي بمدينة الرياض كواحد من أشهر المتاحف في المملكة، وقد بُني على مساحة سبعة عشر ألف متر مربع بمركز الملك عبد العزيز التاريخي, ليكون بمثابة مركز ثقافي وواجهة حضارية تبرز التاريخ المشرق للجزيرة العربية ورسالتها التاريخية بحمل لواء الإسلام ونشر رسالته الخالدة، وليكون منارة للتعريف بتاريخ المملكة والأسس التي قامت عليها. رسالة المتحف يهدف المتحف إلى تدعيم رسالته التثقيفية بالمساهمة في جمع القطع الأثرية وتسجيلها وترميمها وحفظها وإقامة المعارض التثقيفية لآثار شبه الجزيرة العربية وتراثها الشعبي خلال الحقب الزمنية المختلفة. كما يولي المتحف اهتماماً كبيراً بإبراز ما يميّز كل منطقة من مناطق المملكة مع الحرص على أن تكون المعروضات متنوعة وشاملة وفي إطار الوحدة الجغرافية والثقافية. قاعات العرض يتكون المتحف من ثماني قاعات عرض رئيسية، مرتبة ضمن تسلسل تاريخي مضطرد، يصل إليها الزائر بحسب تصميم معماري، يراعي ترتيبها الزمني. ويأتي في مقدمتها قاعة الإنسان والكون، وأنشئت هذه القاعة لتقدم لزائريها فكرة واضحة عن نشأة الكون وعمره. وتمثل قاعة الممالك العربية، وهي القاعة الثانية في المتحف، الفترة التاريخية الممتدة من الألف الرابع قبل الميلاد إلى نهاية القرن الرابع الميلادي؛ لتشمل فترة فجر التاريخ إلى تكون الممالك العربية، وتلقي الضوء على النشاط التجاري في الجزيرة العربية عبر العصور التاريخية المختلفة السابقة على ظهور الإسلام. وتعبّر قاعة العصر الجاهلي عن الفترة من سنة 400 ميلادية إلى البعثة النبوية، أي سنة 622م، وتشمل معروضات تبين وضع القبائل العربية في العصر الجاهلي، والعقائد التي كانت سائدة آنذاك، وأنماط الحياة اليومية، والعادات، والتقاليد، وأسواق العرب، وتطور الخط العربي. ثم تعرض قاعة البعثة النبوية السيرة المحمدية الشريفة, وأما قاعة الإسلام والجزيرة العربية فتعرض مَقْدِم النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينةالمنورة وتأسيس مسجده، ثم استعراض لأبرز أحداث العهد المدني من سيرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حتى وفاته. وفي قاعة الدولة ا لسعودية الأولى والدولة السعودية الثانية تعرَض صفحات من تاريخ الدولة السعودية الأو إلى منطقة الرَّبع الخالي، وإلى تاريخ يمتد بين 7000 إلى 9000 سنة قبل الميلاد، ونقوداً قديمة تعود إلى العصر العباسي والعهد العثماني، وقدوراً وأواني تعود إلى العصر الإسلامي مصنوعة من الفخار مزخرفة ومنقوشة بأشكال هندسية تبرز براعة الإنسان في ذلك العهد. وبحسب القائمين عليه، يبلغ عدد القطع المعروضة في المتحف حالياً 3700 قطعة أثرية وتراثية، بينما يبلغ عدد القطع المحفوظة بالمستودعات 50 ألف قطعة، ويبلغ إجمالي خزائن العرض 221 خزانة.