1- طيور: ومثل طيور أمل دنقل، التي تمارس أفعالاً كثيرة، قلبك عصفور، ليس له القدرة على الثبات، لا يستطيع النوم، لا يستطيع الكلام، عصفور خنقته روائح الأرض، لكنه يسمح لأغصان الشجر العالي أن تضمه عريساً آخر لهذا الحقل. 2- لوحة: تعال... أو نأتي سوياً، فهذا قدر في الجبين، يكون الحلم من صنعك، وتكون أنت آخر الحالمين. قدر في الجبين. أن ترى، وتكون آخر الشاهدين. تعال... أو نأتي سوياً، ترسم طيراً يحلّق في الأعالي، ترسم موسيقى، ترسم ابنة الجيران، وتنام. 3 - سؤال: وقت حين ينفض الظلام بأجنحته، يموت ليله الليلي، ويبدأ وقت آخر، يخرج لنا من كوة ملتهبة، في تلك الآماد البعيدة، فهل نحن الذين نذهب اليه، أم انه الذي يأتي إلينا؟ 4 - اللحظة البرق: في لحظة ما، في لحظة نادرة تمرّ بك، سريعة مثل برق، وعميقة مثل محيط، تدهمك تلك الرغبة الخاطفة في البكاء. أيتها الرغبة الروحية الجارحة، لماذا لا تُطلّين كثيراً، وتطولين قليلاً، لكي نقبض على بعض أسرارك/ النيازك. 5 - ما الذي سوف يأتي: قبل أن تخرج الأرض عن صمتها. وأنت تبني حلماً آخر. وطناً آخر في منتصف المسافة بين المدينة والبرّ. تحلم أن مركباً سوف يجيء من آخر الدنيا. ترى بعينين غامضتين. نصفك نوم... ونصفك الآخر يقظة. والشهود خلفك على الطريق. فلتخرج القصيدة الحرة الجديدة واضحة الآن. فلتخرج من جنونك قبل أن تصل السفينة. قبل أن يشتعل الحصى في الجبال البعيدة. والورد في الآنية. 6 - ولادة: الظلام ظلام الروح، والنهار يأتي ويروح، الظلام الكبير يلد نفسه، والنهار الصغير بلا روح. 7 - تبادل أمكنة: نتبادل، أنا، وبديلي الأمكنة. حين نشعر بالهزيمة. نتبادل، أنا، وصديقي اللدود، لعبة الأقنعة. حين نشعر، أن أحلامنا بالأمس، لم تكن سوى لعبة للتسلية. 8 - إعادة صياغة: في كل صباح أعاهد نفسي، على أشياء كثيرة، وفي المساء، أُرمّم ذاتي، بأفكار جديدة اخترعها، ثم أرسم شموساً ضائعة، انهمرت اشتعالاتها في الخفاء، أو أرسم أقماراً محبوسة بين الجدران الأربعة لأحلامٍ متكسرة. وحين أهم بإطباق جفنيّ المتعبين، يهزّني صوت من الداخل، أرتجف ثم أصحو، لكي أرمّم ذاتي من جديد. * كاتب سعودي.