يواصل عدد كبير من المثقفين السوريين اعلان تشكيل المنتديات الثقافية في جميع المحافظات السورية، معلنين مطالب جريئة تتناول تفعيل المجتمع المدني والغاء الأحكام العرفية في البلاد. ويفتتح الخميس المقبل محمد نجاتي طيارة "منتدى حمص للحوار" في وسط البلاد، حيث يدشن ندواته عبدالرزاق عيد بالحديث عن "ثقافة المجتمع المدني". وكان طيارة لاحظ قبل يومين في صحيفة "الثورة" الحكومية "تخوفاً مشروعاً في الحوار الوطني العربي من التناقض المطروح بين الدولة والمجتمع المدني او ما يقصد به: اضعاف الدولة الوطنية، بسبب الخلط بين الشائع بين مفهوم الدولة والسلطة حيث يضع بعضهم السلطة في مقابل المجتمع المدني كما حدث في تاريخ الدول الشمولية المعروفة". لكنه اكد ان "وضع المجتمع المدني في مقابل الدولة امر زائف معرفياً لأنهما توأم سيامي". وتشهد حمص منتدى ثقافياً آخر يقيمه نبيل اليافي، وينوي نجاح ساعاتي تأسيس مركز ثالث يتناول "العقلانية"، فيما تنوي عضو مجلس الشعب البرلمان سهيل الريس تأسيس منتدى في مدينة اللاذقية الساحلية. وشجعت قرارات الرئيس بشار الاسد الانفتاحية في المجالين السياسي والاقتصادي عددا من الناشطين على تأسيس منتديات علنية في ضوء ما قيل عن وضع السلطة "خطين احمرين" فقط هما: عدم الارتباط المباشر بأي جهة خارجية مدنية او رسمية، والعلنية وعدم القيام بالعمل السري. وتضاف منتديات حمص واللاذقية الى مراكز اعلنت في دمشق اخيراً كان اولها للنائب رياض سيف الذي حول منزله في ضاحية دمشق الى "منتدى الحوار الوطني"، اذ بدأ محورا عن المجتمع المدني وينوي بعد ايام اطلاق محور آخر عن "الحق" يتحدث فيه كل يوم اربعاء كل من رضوان زيادة عن "المأزق السياسي واشكالية تعثر الديمقراطية" وشبلي الشامي عن "حق القول" وسيف عن "المصالحة الوطنية" ويوسف سلامة عن "مفهوم الاصلاح والاصلاح الدستوري". وكان المحامي اكثم نعيسة اعلن احياء "لجان الدفاع عن حقوق الانسان في سورية" وانتخاب "هيئة قيادية" في بداية ايلول سبتمبر الماضي، اعقبه المحامي خليل معتوق بتحويل منزله قرب دمشق الى "المنتدى الثقافي لحقوق الانسان". وتركز معظم هذه النشاطات على حقوق الانسان والمجتمع المدني. وكتب طيارة: "لا يمكن ان تندرج محاولات احياء المجتمع المدني في هذا القطر العربي او ذاك من حيث النتيجة الاّ في سياق مشروع بناء الدولة والمساهمة في تفتيح طاقاتها وابداعاتها الكامنة على طريق مواجهة التحديات المصيرية سواء مع عدوها القومي او مع عصر العولمة". وبين المراكز الاخرى "منتدى الدراسات الحضارية" الذي يقام في منزل عمر ابو زلام وسط دمشق، وآخر ثقافي في منزل نوال يازجي في ضاحية دمّر. كما ان تسعة اكراد اعلنوا ولادة "منتدى بدرخان الثقافي" في مدينة القامشلي شرق البلاد بهدف "مساهمتنا في اغناء اللوحة الثقافية الوطنية". واستأنف نعيسة الناطق باسم "جمعيات حقوق الانسان" اصدار مجلة "صوت الديمقراطية" مع توزيعها يدوياً في سورية.