اعتقلت اجهزة الأمن السورية فجر أمس الثلاثاء كافة اعضاء منتدى الاتاسي للحوار الوطني في دمشق، الذي كان المنبر الوحيد الذي يعقد ندوات سياسية، حسب ما اعلن لوكالة فرانس برس المحامي انور البني الناشط في مجال حقوق الانسان. وقال البني «فجر اليوم اعتقلت قوات الأمن السورية من منازلهم اعضاء منتدى الاتاسي للحوار الوطني» الثمانية وبينهم سهير الاتاسي رئيسة المنتدى والكاتب الصحفي حسين العودات الذي كان يدير الندوات المدير السابق لوكالة الانباء السورية (سانا) والمستشار السابق لرئاسة مجلس الوزراء السوري . وأضاف ان المعتقلين الآخرين هم ناهد بدوية وحازم النهار وجهاد مسوتي ومحمد محفوظ وعبد الناصر كلحوس ويوسف الجهماني. ودان مركز الابحاث والدراسات القانونية الذي يترأسه المحاميان البني وخليل المعتوق عملية الاعتقال. وناشد المركز «جميع الضمائر الحية في سورية والوطن العربي والمجتمع الدولي وجميع المنظمات الاهلية والانسانية للتدخل الفوري وممارسة الضغط على السلطات السورية لوقف حملات الاعتقال السياسي واطلاق سراح جميع المعتقلين فورا». يشار الى ان منتدى الاتاسي كان الوحيد بين المنتديات التي ظهرت خلال «ربيع دمشق» الذي اعقب تسلم الرئيس السوري بشار الاسد السلطة عام 2000، الذي استمر في نشاطه بعد اغلاق السلطات المنتديات الاخرى. وكانت سلطات الأمن السورية اعتقلت الاسبوع الماضي الكاتب والناشط في مجال حقوق الانسان علي عبدالله. وجاء اعتقاله بعد ان تلا رسالة من علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا حيث يحكم كل من ينتسب اليها بالاعدام وجهت الى منتدى الاتاسي. وقال بيان اصدرته المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) في ذلك الوقت ان الندوة كانت مخصصة «لكي يعرض كل فصيل من ألوان الطيف السياسي والمدني السوري رؤيته الخاصة للاصلاح المرتقب والمأمول في سوريا». وقال مصدر اعلامي سوري لوكالة فرانس برس أن توقيف «رئيس واعضاء منتدى الاتاسي وتحويلهم على التحقيق» سببه انهم «قاموا بترويج افكار جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مقر منتدى الاتاسي خلافا للانظمة والقوانين المعمول بها في سوريا». وأضاف المصدر انه «في حال ادانتهم سيحاكمون امام القضاء المختص». وتابع ان الكاتب علي العبد الله اوقف «لتلاوته رسالة صادرة من حزب محظور ونشر بياناته والدعاية والترويج له في سوريا». وكانت السلطات السورية قد اعتقلت محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان الاحد الفائت في مدينة اللاذقية شمال غرب العاصمة دمشق وكذلك عضو الجمعية نزار رستناوي منذ شهر تقريبا. وقال المصدر الاعلامي ان توقيف محمد رعدون «متعلق بنشر اخبار كاذبة يعاقب عليها القانون وتم تحويله على القضاء المختص». كما اعتقلت السلطات السورية في 19 ايار - مايو اكثر من اربعين شخصا في اللاذقية وخمسة اشخاص في الزبداني بريف دمشق من اتباع المذهب السني في 21 ايار - مايو. وكانت المنظمة العربية لحقوق الانسان اصدرت بيانين بهذه الاعتقالات تم على اثرها اعتقال رئيس المنظمة محمد رعدون. وفي بيان صادر عن المركز الوطني للدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين في سوريا (حريات) تسلمت وكالة فرانس برس نسخة عنه دان المركز أمس الثلاثاء «اعتقال الكاتب الصحفي حسين عودات وبقية اعضاء مجلس ادارة منتدى الاتاسي بالاضافة الى رئيس المنتدى سهير الاتاسي من قبل الأمن السياسي» وطالبت «بالافراج الفوري عنهم». وأهاب المركز «بجميع اطراف العمل السياسي والمدني في سوريا لرفع صوتهم واتحادهم في مواجهة ما تعتمده السلطة من سياسات امنية». كما دانت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) «الاعتقال التعسفي بحق ناشطي المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الانسان في سوريا». واعلنت المنظمة السورية عن «قلقها البالغ ازاء تصاعد ظاهرة الاعتقال السياسي في سوريا» معربة عن «املها ان تأخذ طريقها للانحسار تمهيدا لطي هذا الملف نهائيا كمقدمة للبدء بالاصلاح السياسي المنشود والموعود في سوريا». وفي القاهرة دعا المركز العربي لاستقلال القضاء وهو منظمة مصرية حقوقية أمس الثلاثاء الى الافراج الفوري عن محمد رعدون. واعرب المركز في بيان عن «استيائه البالغ بشأن قيام السلطات الامنية السورية باعتقال المحامي محمد رعدون رئيس فرع المنظمة العربية لحقوق الانسان بسوريا». واعتبر البيان ان «تكرار هذا النمط من الاعتقال في سوريا لا سيما تجاه الناشطين في مجال حقوق الانسان يشير الى تردي اوضاع العدالة وحقوق الانسان» كما انه «يعد تناقضا بين ما تروج له سوريا من مبادرات للإصلاح وبين ما تمارسه السلطات».