قُتل 12 شخصاً بينهم سبعة مسلحين، في التصعيد المستمر للوضع الأمني في الجزائر. ولوحظ ان السلطات خرجت أمس عن عادتها في التزام الصمت حيال أعمال العنف، وأعلنت عن "عمليات إرهابية" عدة شرق العاصمة وجنوبها، فيما نسب إلى مصادر "رسمية"اتهام إسرائيل ومصر ب"الترويج" لمحاولة اغتيال الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. أعلن بيان لأجهزة الأمن أن "مجموعة ارهابية" اغتالت، صباح أمس، مواطناً وجرحت اثنين آخرين داخل مقهى في الطريق المؤدي الى مدينة برحال في ولاية عنابة شرق العاصمة. واوضح ان أجهزة الحماية المدنية وقوات أمنية انتقلت الى المنطقة اثر وقوع الحادث "لتقديم المساعدات والاسعافات اللازمة لضحايا هذا العمل الشنيع". وأعلن بيان آخر لأجهزة الأمن اغتيال شخصين وجرح ثالث على يد "مجموعة إرهابية" ليل الجمعة في دوار حامليت في بلدية ولاد يعيش في ولاية البليدة 50 كلم جنوب العاصمة. وأضاف البيان ان أجهزة الأمن انتقلت فوراً الى مكان الحادث. وهذه المرة الأولى منذ فترة طويلة تُقدّم فيها الحكومة الأخبار الأمنية على هذا النحو. وهي كانت في السابق تتكتم على الاغتيالات لعدم إثارة مخاوف السكان في الأرياف. وأفادت صحف أ ف ب ان تسعة اشخاص بينهم سبعة مسلحين اسلاميين قُتلوا في اعمال عنف في اليومين الماضيين. واوضحت ان المسلحين الاسلاميين السبعة قتلوا في هجوم لقوات الامن الجمعة على منزل كان المسلحون يتحصنون فيه في قرية سكركر قرب الشلف 200 كلم غرب العاصمة. وذكرت الصحف ان عسكرياً واحداً جرح خلال هذه العملية وان المسلحين احتجزوا إمرأة وطفلاً للاحتماء بهما لكنهم اطلقوهما من دون ان يصابا بأذى. من جهة اخرى، أدى انفجار وقع صباح الجمعة داخل مقبرة سيدي عكاشة قري تنس 200 كلم غرب العاصمة الى مقتل امرأة واصابة ثلاثة اطفال كانوا يزورون قبر قريب لهم. وذبح مسلحون الخميس حارساً بلدياً فى قرية بو الحجال فى ولاية جيجل 300 كلم شرق العاصمة. يشار الى ان 320 شخصاً قتلوا في اعمال العنف التي شهدتها الجزائر منذ بداية شهر رمضان في 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي استنادا الى الارقام التى تنشرها الصحافة الجزائرية. ونسبت أمس صحيفة "اليوم" إلى مصدر جزائري قالت إنه "رسمي" تحميله مصر وإسرائيل مسؤولية الترويج لإشاعة محاولة اغتيال الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، مساء الأربعاء، في منطقة الأبيار. وكان تلفزيون "حزب الله" اللبناني أورد نبأ محاولة الاغتيال لكن وزيراً جزائرياً نفى صحتها ليل الأربعاء. ونقلت "اليوم" عن "المصدر الرسمي" أن الإشاعة انطلقت في إسرائيل ووجدت صداها في القناة الفضائية المصرية. وأوردت مزاعم عن استياء مصري مما "حققته الجزائر من دور إيجابي في حل النزاع المسلح بين الجارتين إريتريا وأثيوبيا". الى ذلك، أفاد مصدر مطلع أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عين قبل يومين مديراً جديداً للإعلام في رئاسة الجمهورية بعد أكثر من سنة على شغر هذا المنصب إثر تنحية المسؤول السابق السيد زواوي بن حمادي. وتابع المصدر أن السيد مزوي وهو من قدامى الإعلاميين الذين عملوا إلى جانب رئيس الحكومة الراحل قاصدي مرباح عين على رأس مديرية الإعلام في الرئاسة. معطوب الوناس على صعيد آخر، عبرت شقيقة المطرب البربري معطوب الوناس الذي قتل في حزيران يونيو 1998، أنها تتخوف من أن تتحول محاكمة المتهمين بقتله إلى "مجرد مسرحية مشابهة" للمحاكمة التي جرت ضد المتهمين باغتيال الرئيس الجزائري السابق محمد بوضياف. وأخذت مليكة معطوب في ندوة صحافية عقدتها، أمس، في دار الصحافة على الطاهر جعوط، قضاء ولاية تيزي وزو مئة كلم شرق العاصمة، حيث تجري المحاكمة عدم احترامه التدابير القانونية التي تعطي الطرفين حق الطعن في المداولات التي تنبثق عن غرفة الاتهام. وكان وكيل الجمهورية لدى هذه المحكمة أعلن بعدم يوم من انتهاء المداولات في قضية الفنان البربري في 10 كانون الأول ديسمبر الجاري، قراره تنظيم المحاكمة في 20 من الشهر ذاته من دون منح الطرفين مهلة لمعرفة تحفظاتهما عن المداولات والتهم الموجهة الى إثنين من مجموع عشرة متهمين بعملية القتل. وقال مصدر رسمي أمس ان أجهزة الأمن اعتقلت "متواطئين ساعدوا الارهابيين في جريمتهم" ضد التلاميذ في المدية. وكان مسلحون قتلوا نحو 22 تلميذاً في هجوم على مقر اقامتهم الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مصدر وصفته ب "القريب" من المديرية العامة للأمن الوطني "ان المرتكب المزعوم للاعتداء الذي تم بالقنبلة في تيارت أوقفته أجهزة الامن. وقُتل ثلاثة مواطنين في ذلك الهجوم الذي تم قبل أيام في سوق في المدينة".