بدأت الاندية السعودية في الآونة الاخيرة تغيير طرق التعاقد مع لاعبيها الاجانب المحترفين بعد سلسلة من الاخفاقات عانت منها اغلب الاندية. وتعرضت كل الاندية بلا استثناء ومنذ العودة الثانية للاجانب المحترفين للملاعب السعودية أوائل التسعينيات لاحراجات عديدة مع مناصريها لجهة ضعف الامكانات الفنية للمحترفين الاجانب التي كانت الاندية تستقدمهم. وحرصت الفرق على التعاقد مع لاعبين تعرفهم وتعرف امكاناتهم جيداً او تعتمد على السمعة التي تسبقهم قبل مجيئهم الى السعودية. وتوخى مسيرو الاندية ان تضاف اقدمية اللعب في الملاعب السعودية، فاتحاد جدة مثلاً تعاقد قبل نحو اسبوعين مع البرازيلي الهداف ريكاردو سيرجيو الذي سبق له خوض تجربتين احترافيتين في السعودية: الاولى كانت مع الاهلي قبل موسمين، والثانية مع الهلال العام الماضي. وكما سيرجيو سجل السنغالي داين فاييه الحضور الثالث له في الملاعب السعودية بعدما لعب موسمين مع الرياض كانا في غاية الاثمار واحترف في الامارات لموسم واحد ثم قطر قبل ان يعود ادراجه الى السعودية وتحديداً مع الهلال الذي تخلي عنه لمصلحة الاهلي وسجل في اول مباراتين له مع الاخير حضوراً كبيراً وثلاثة اهداف حتى الان. وما يقال عن سيرجيو، يقال عن البرازيلي الاصل الاكوادوري الجنيسة سوزا الذي احترف قبل ثلاثة مواسم في الهلال ثم انتقل للاهلي وحط رحاله قبل ايام مع الاتفاق في المنطقة الشرقية من السعودية، بعدما كان سجل في الفريقين اللذين لعب لهما حضوراً مميزاً. وسار المهاجم الكولومبي ريكاردو بيريز الشهير بالكاتو على الطريقة ذاتها عندما لعب للاهلي الموسم الماضي ثم انتقل الى الهلال ابتداء من الموسم الحالي وابلى حتى الان البلاء الحسن. وعلى رغم الاختلاف الذي نهجه النصر في التعاقد مع المحترفين الاجانب الا انه عندما اراد التعاقد مع لاعبين جدد فاوض لاعبين تعرفهم ادارة النادي وسبق لها مشاهدتهم يلعبون في بلدانهم امثال المهاجم الدولي التونسي المهدي بن سليمان الذي تعاقد معه النصر فعلاً، والكولومبي فالنسيا الذي اعلنت ادارة الفريق انها تعاقدت معه الا انه لم يحضر حتى الان. وحاول الهلال السير على المنوال ذاته عندما تعاقد مع الليبيري كريستوفر ريا، لاعب ارسنال السابق، بيد انه لم ينجح مع الفريق لاصابته المزمنة وضعف لياقته البدنية كما اشارت بعض الصحف لذلك. وعانت كل الاندية بلا استثناء من التعاقد مع لاعبين كانت تصفهم في بداية قدومهم على انهم نجوم في بلدانهم امثال مهاجم الاهلي، البرازيلي مراندينا الذي تم تقديمه لجماهير الفريق على انه هداف في البرازيل لكن التجربة الميدانية جعلته لاعباً احتياطياً حتى في ظل غياب الدوليين عن الفريق. والامر ذاته ينطبق على النيجيري ادوبوجو الذي استقدمه الاتحاد ولم يجد مكاناً له في الفريق، وكذا الامر بالنسبة لمواطنه مانجوت الذي اشتكى منه مناصرو الهلال كثيراً لضعف قدراته الفنية. وبدأت الاندية في السنتين الاخيرتين تشترط التجربة الميدانية قبل توقيع العقد النهائي والكشف الطبي - حتى لو كان اسم اللاعب كبيراً - والشرط الاخير تحديداً حرم الاتحاد مع التوقيع مع النجم النيجيري الشهير اموكاشي الذي حضر الى جدة معقل الاتحاد بيد ان الكشف الطبي الزم ادارة النادي بعدم التوقيع معه. وعلى رغم الثناء الذي حصل عليه بعض المحترفين الاجانب في السعودية الا ان مدرب الاهلي اليوغسلافي لوكا قال في حديث نشر له اخيراً :"ان ابرز اللاعبين الاجانب في السعودية غير معروفين في بلادهم وهم لا يساوون اي شيء".