أنهت الأندية السعودية لكرة القدم موسم بطولاتها وسط استياء جماهيري من سلسلة التعاقدات الفاشلة مع المحترفين الاجانب، واثبتت الأندية سوء اختيارها للاعبين بعدما صرفت ملايين الريالات في الموسم الماضي لقاء صفقات لم تستفد من ورائها شيئاً. واعتبرت الأوساط الرياضية ان غالبية الأجانب ظهروا بمستوى هزيل لا يسمح بالاستفادة منهم في اجواء المنافسة القوية بين الأندية للفوز بالبطولات. ورأت ان مهاجم الهلال البرازيلي سيرجو ومهاجم الأهلي الكاتو سجلا حضوراً مقنعاً وسط حضور عديم الفائدة ل 40 لاعباً لم يرتقوا الى مستوى اللاعبين المحليين. وجاء لاعب الوسط الايطالي روبرتو دونادوني في مقدم اللاعبين الأجانب الذين لم ينالوا استحسان الجماهير على رغم خبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية، تلاه المغربي احمد بهجا الذي كان عديم الجدوى لفريقه النصر واكتفى باحراز هدف يتيم من ركلة جزاء طوال الموسم. ولم يتمكن بهجا من تحقيق بعض ما حققه عندما لعب للاتحاد في المواسم الثلاثة الأخيرة. وظهر لاعب وسط النصر، الجزائري موسى صايب بمستوى جيد، لكنه لم يسهم في وصول فريقه الى اي مباراة نهائية على الأقل ما جعل الكثيرون يصنفونه عديم الفائدة. ويعتبر نادي الاتحاد أكبر الخاسرين من صفقات اللاعبين الأجانب بعدما تعاقد مع خمسة لاعبين لقاء مبالغ زادت على اربعة ملايين ريال. ولم يوفق الاتحاديون من الاستفادة من الجورجي ارماز والاوكراني ماليمون والمغربي رضوان العلالي والايطالي روبرتو دونادوني... وظهر البرازيلي ديرسي كأفضل "السيئين" في الاتحاد. ونجح الأمير بندر بن محمد، رئيس الهلال في التعاقد مع لاعبين مميزين هما البرازيلي سيرجيو والكويتي جاسم الهويدي، غير ان تعاقده مع البرزايلي ليوناردو وتجديد التعاقد مع المدافع الزامبي ليتنا لم يكون في محلهما. ووجد الاهلاويون ضالتهم في الكولومبي الكاتو الذي نال لقب أفضل هداف اجنبي، لكن مستوى البرازيلي رودريغو والسنغالي عبدول لم يكن مقنعاً للجماهير الاهلاوية التي اعتبرت التعاقد معهما اهداراً لأموال النادي خصوصاً ان مستواهما لم يتقدم مطلقاً. ولم يعتمد الشبابيون على اللاعبين الأجانب كثيراً، لكنهم وقعوا في مطب التعاقدات الفاشلة. وصرفوا اموالهم لجلب المالي يحيى ديسا والأردني فيصل ابراهيم والمغربي يوسف مريانه وهم لازموا مقاعد البدلاء طوال مباريات الموسم بعدما اظهروا قدرات متواضعة لم تنل اعجاب أنصار الشباب. وطاولت حمى التعاقدات الفاشلة نادي الاتفاق، الذي لم يوفق في اختيار لاعبيه الأجانب. وصُدمت جماهيره بالمستوى الهزيل للمغربي عبدالعزيز الزوين والكويتي فرج لهيب. وظهر مهاجم الرياض السنغالي ديوب بمستوى جيد في بعض المباريات، وتفوق على زميليه المهاجم البرازيلي ريسون والغاني كوركي. ولم يقدم مهاجم الوحدة الأرجنتيني داريو ولاعب الطائي النيجيري جاكو ولاعبا النجمة الغاني كواكي والبرازيلي اندرسون ولاعبا سدوس السنغاليان مودي ومينغا ما يشفع لهم بالحصول على تعاقدات جديدة للبقاء في المملكة الموسم المقبل. ويرى المتابعون لتعاقدات الأندية ان ارتفاع تكاليف اللاعبين المميزين في أوروبا وأميركا الجنوبية وافريقيا وحرصهم على اللاعب في الأندية الأوروبية تحديداً، فرض التعاقد مع مغمورين فوقعت الاندية في المحظور. ويشير هؤلاء الى ان اعتماد الأندية على مكاتب الوسطاء، اوقعها في "مقالب" كثيرة بعدما اكتشفت انها تعاقدت مع لاعبين مصابين او انتهت "صلاحياتهم" في الملاعب. وطالب الكثيرون بضرورة مشاهدة اللاعبين عملياً على ارض الملعب قبل التعاقد معهم حفاظاً على الأموال العامة. وتنفق الأندية السعودية نحو 40 مليون ريال سنوياً في التعاقد مع المحترفين الاجانب.