تتميز قرية أبو رواش في الجيزة بالكثير من المهن الغريبة. ويأتي في طليعتها اهتمام العائلات المختلفة بتربية الحيوانات النادرة التي تستخدم في أغراض كثيرة في مصر والخارج، لكن تلك المهن الغربية بدأت تواجه مشكلات تهددها بالانقراض. ومن العائلات المشهورة بتربية الحيوانات في أبو رواش عائلة "حلبة" وهي تصطاد الثعابين والضفادع والثعالب، اضافة الى تربية الفئران التي أصبحت تستخدم في أغراض كثيرة أهمها الأبحاث العلمية. وتعتبر الكليات العلمية مثل كلية الطب والصيدلة والعلوم، وكذلك شركات الأدوية المصدر الرئيسي لشراء تلك الفئران لاستخدامها في الأغراض العلمية. وتستوردها دول عربية عدة وتستخدمها في الأغراض نفسها. وعائلة "حلبة" من أشهر عائلات "أبو رواش" التي تهتم بتربية الحيوانات، ويتابع أفرادها المناقصات التي تعلن عنها الكليات والمعاهد العلمية في مصر، وخارجها، لتوريد الفئران إذ يربيها أفراد العائلة في مزارع خاصة في القرية. وتربي عائلة "حلبة" وحدها نصف مليون فأر سنوياً. يقول صاحب أكبر مزرعة لترية الفئران في أبو رواش واسمه سعيد طلبة ل"الحياة" انه يمتلك الكثير من المزارع لتربية كل أنواع الحيوانات والطيور النادرة، ومنها الثعابين. ويشير الى ان هناك أنواعاً مختلفة من الفئران ويأتي في مقدمها الجربوع، ويعيش في صحراء الاسكندرية وصحراء سيناء. أما الثاني فيسمى "البيوض" وهناك "الدمس". ويعيش الأخير بالقرب من الأماكن الزراعية، ويتغذى من المحاصيل الزراعية، أما "أبو ليلة" فيعيش في الصحراء الغربية. ويشير طلبة الى وجود أنواع أخرى من الفئران، منها "الزوجي" الذي يقيم على مقربة من مزارع الدواجن وفي الترع لأنه يتغذى من بيض الدجاج والضفادع. ويوجد نوع آخر من الفئران اسمه "الفأر المتسلق" الذي يعيش في منازل الفلاحين. لكن "فأر الغيط" يتغذى من الحشائش والقمح والفول السوداني. وقد يصل وزنه الى كيلوغرامين. وهذه الفئران تنقل الأمراض والعدوى، ولا سيما "الزوجي" الذي يتغذى من قواقع البلهارسيا. ويرى ان هناك سلالات من الفئران يتم استيرادها من الخارج لعدم وجود ما يماثلها في مصر. ومنها الفئران البيضاء التي تستورد من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وهي غير مؤذية. وتستخدم فقط في التجارب العلمية، وتلد كل ثلاثة أسابيع من 6 الى 12 فأراً في المرة الواحدة. ويباع الفأر فقط بخمسة جنيهات في السوق المحلية. ويعاد تصديرها الى الخارج بعشرة جنيهات للفأر الواحد. أما أسلوب تربية الفئران، فيقول طلبة انها توضع في صناديق محاطة بالسلك المجلفن، وتفرش أرضيته بنشارة الخشب التي تستبدل كل يومين. ويقول طلبة عبدالحليم "صائد الفئران" ان صيد الفئران يتم بواسطة مصائد كبيرة. توضع في جوار الترع والبرك والمستنقعات، وفي داخلها قطع من اللحم المشوي ذي الرائحة الفواحة. ويشير الى امكان اشتراك الصبية الصغار في صيدها على عكس صيد الثعابين والثعالب الخطرة. وعن مشكلات المهنة، يقول عبدالحليم انها تواجه الكثير منها وأولاها قلة الأعداد المطلوبة من الفئران، وانخفاض أسعارها، حتى ان عدداً كبيراً من مزارع الفئران أغلق أبوابه.