في عصر الانترنت المشاريع الحديثة هي الطريق الى الثراء، هو ما يفسر اتجاه عدد من الشباب المصري الى اللجوء الى البنوك والصندوق الاجتماعي المخصص لإقراض الشباب لتمويل مشاريع لتربية "الكوبرا" والزواحف والحشرات. وسبب الإقبال على هذا المجال هو أن عدداً من هذه الزواحف والحشرات معرض للانقراض، ومطلوب من جهات عدة مثل معاهد المصل واللقاح والكليات العلمية التي تحتاجها لاستخدامها في استخراج الامصال واللقاحات المضادة للأمراض والفيروسات واجراء التجارب المعملية. واذا كانت مدينة أبو رواش غرب الجيزة هي موطن هذه الزواحف في مصر، فإن عائلة "طلبة" هي أكبر عائلة تتاجر في هذا المجال. توجهت "الحياة" الى هناك، والتقت عميد العائلة جمال طلبة الذي تحدث عن هذا العالم الغريب الذي يعيش فيه فقال: "الكوبرا المصرية تواجه الانقراض حالياً رغم أهميتها الشديدة لمعاهد المصل واللقاح، ولذلك يلجأ البعض الى صيدها وتربيتها لبيعها". اضاف: "هناك ثمانية أنواع من الكوبرا هي: البخاخة، والناشل، والسوداء، والمقرنة، أي ذات القرنين والقرعاء، والكاذبة، والغريبة السمراء، والحمراء. ويؤكد أن معهد المصل واللقاح في الجيزة والجامعات المختلفة لا سيما كليات الطب والصيدلة والعلوم والزراعة ومراكز الابحاث دائمة البحث عن هذه الكوبرا، وغيرها من أنواع الزواحف والحشرات، ويقول: "كلية الطب مثلاً تطلب الفئران، اما الزراعة فتطلب الحشرات، اما الصيدلة فتطلب الفئران والضفادع، مراكز المصل واللقاح فتطلب الكوبرا". وعن الاسلوب الذي يستخدمه للترويج لبضاعته، يقول إن كل مركز للمصل أو جامعة تطلب هذه الأنواع تنشر إعلاناً في الصحف لطلب توريد كوبرا او ثعابين أو صراصير او ضفادع وفئران، وبعدها يتقدم في المناقصة بعطاء مثل غيره من الموردين، لكن المفاجأة في هذه القضية ان موردين دول أجنبية مثل المانيا وفرنسا واميركا وغيرها يتقدمون بعطاءات ايضاً، لكن عادة تفوز المزارع المصرية التي تنتج كوبرا تحمل خصائص النوع المطلوب لاستخراج السموم ومن ثم انتاج مضادات حيوية. و"الكوبرا المصرية تواجه الانقراض، هذا ما يؤكده طلبة الذي يضيف: أن عدداً كبيراً من المربين في مدينة "ابو رواش" يربيها حالياً في مزارع، والمزرعة تتكون من أحواض من الزجاج، وتوضع في داخل أقفاص حديد، ويتم اطعامها بالبيض و الفئران والضفادع. ويشير الى أن مربي هذه الكوبرا وغيرها من الزواحف والحشرات يقرأون أحدث الكتب في أساليب التربية لانتاج كميات كبيرة تعود عليهم بالربح، إذ تعتبر مصدر رزقهم الوحيد. وأماكن الصيد المثلى في الصحراء في الجيزة أو غيرها من المحافظات، وعلى كل صائد أن يحصل على ترخيص من الجهة التي يصطاد لحسابها، سواء كانت معهد مصل أو جامعة، حتى لا يتم ذلك بأسلوب عشوائي، ويكون لون الكوبراً حسب المنطقة الصحراوية التي تعيش فيها صفراء أو سمراء أو رمادية أو بنية. ومن العائلة نفسها يتحدث شاب آخر هو سعيد طلبة - صاحب أحدث مشروع لتربية الكوبرا - يقول إنه حصل على قرض من الصندوق الاجتماعي التابع لمجلس الوزراء لتربية الكوبرا. اضاف: أن طول الكوبرا يتراوح بين 130 و250 سم، أما في الدول الاخرى فيزيد الطول ذلك، فيصل طولها في الهند الى ثلاثة أمتار كما يختلف طولها من دولة لأخرى حسب البيئة التي تعيش فيها. مسؤول في معهد المصل واللقاح في القاهرة يؤكد أن المعهد يحتاج الى الكوبرا لاستخراج سمومها واستخدامها في انتاج أدوية مضادة للعديد من الأمراض والفيروسات، ويتم ذلك عن طريق مناقصات عامة يعلن عنها في الصحف، ومن حق أي مواطن في مصر أو خارجها شراء كراسة الشروط. وكيل المعهد الدكتور عبدالله البري يرى أن الكوبرا المصرية تواجه خطر الانقراض ويطالب بوقف الصيد العشوائي لها. رئيس جامعة عين شمس الدكتور حسن غلاب يقول: إن كليات الطب والصيدلة والعلوم والزراعة في الجامعة تحتاج الى القوارض والزواحف والحشرات، ويتم الاعلان عن ذلك بالصحف وفق شروط معينة تضعها وزارة التعليم العالي، وتلتزم بها كل الجامعات.