سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغبة في المهادنة تحسباً لوقوع مصادمات مع معارضي الحدث النخبوي . منتدى دافوس يفتح ابوابه اليوم ببرنامج حافل يتناول التنمية المستدامة والعلاقة بين التكنولوجيا والعولمة
تبدأ اليوم في منتجع دافوس السويسري، الواقع في اعالي جبال الألب، بالقرب من الحدود النمسوية، فعاليات "المنتدى الاقتصادي العالمي 2001" الذي يُعقد وسط جهد واضح بذله المنظمون لتقديم معالجات اوسع لقضايا العولمة التي يقدم عليها العالم في سنته الاولى من القرن الحادي والعشرين. ويحضر المنتدى الدولي الذي تجاوز العيد الثلاثين لمؤتمراته السنوية حشد كبير من الشخصيات البارزة في عالم السياسة والاقتصاد من حول العالم، علاوة على مجموعة كبيرة من المفكرين والعلماء ممن يسهمون في تسليط الاضواء على قضايا تخرج عادة من دائرة صنع القرار الوطني والدولي ولكنها تحمل في داخلها بذور التحولات المقبلة للتنمية والتطور الاجتماعي والاقتصادي. وعلى خلاف العام الماضي الذي شارك فيه الرئيس الاميركي بيل كلينتون وحاشيته من الوزراء ورجال ال"أف بي آي" و"ال"سي آي ايه" فانه من المؤكد ان الحضور الاميركي هذه السنة لن يشمل كبار اعضاء الحكومة الاميركية الجديدة، نظراً الى تسلّم الرئيس جورج بوش سلطاته رسمياً قبل ايام فقط، وانما قد يشمل بعض كبار الموظفين في سلم الادارة الحكومية لابراز الحضور الاميركي في هذا المنتدى الدولي المهم. وتختفي دافوس، وهي منتجع شتوي مهم للتزلج ومنتجع صحي بارز يتميز بهوائه الجبلي الجاف والنقي ويقصده المصابون بالسل والامراض الرئوية للاستشفاء، وسط هضاب جبال الألب، على بعد ساعتين بالقطار من مدينة زوريخ. وعلى رغم نأي هذا المنتجع الشهير، الا انه يترك كل عام بصماته على مصير العالم، نظراً الى الدور الذي يلعبه في الجمع بين اللاعبين السياسيين والاقتصاديين. وفيه "تطبخ" عادة وراء الكواليس صفقات كبيرة تخص مستقبل مناطق عدة في العالم. ومن بينها روسيا والشرق الاوسط وعدد كبير من الدول النامية وحتى الصناعية. ويشارك المؤتمرون الذين يصل عددهم الى قرابة ثلاثة آلاف شخص على الاقل، في مئات الندوات واجتماعات الطاولات المستديرة التي يلتئم عقد اغلبها في شكل متزامن على مدى الايام الخمسة التي يستغرقها المنتدى. ويرفض المنظمون اطلاق عبارة "قمة" على الحدث الدولي، ويتشددون، في مذكرات صغيرة توزع على الصحافيين، على ضرورة التمييز بين المنتدى كمنتدى، وفكرة القمة التي تختلف نوعاً وغرضاً. وما يزيد من اهمية الحدث انه يجمع بين صنّاع القرار في عالمي السياسة والاقتصاد، وفي القطاعين العام والخاص، لا سيما ان لائحة اعضاء المنتدى الاساسيين تضم في عدادها الرؤساء التنفيذيين لاكبر الف شركة في العالم. وهذه الشركات مجتمعة تملك قوة مالية ونفوذاً يتجاوزان بكثير قدرة الحكومات، بما في ذلك حكومات الدول الصناعية. وتتبع "المنتدى الاقتصادي العالمي" كمؤسسة، منتديات اخرى اقليمية تتابع، على مدى السنة، تطبيق الافكار التي اقترحت في منتدى دافوس مطلع السنة الماضية. وأثمر المنتدى في سنوات التطبيع مع اسرائيل منتديات "مينا" التي اثارت في العالم العربي الكثير من اللغط، من دون ان يربط كثيرون بين تأثير منتدى دافوس، وهذه المنتديات التي سعت الى اعطاء اسرائيل الثمن الاقتصادي لانسحابها من الاراضي العربية التي تحتلها. ويقول المنظمون ان المنتدى الحالي في دافوس يُعقد تحت شعار "التنمية المستدامة وسدّ الهوّة: خطة عمل لمستقبلنا العالمي الشامل". وتحتل تكنولوجيا المعلومات مكانة رئيسية في هذا المنتدى، منذ ان جرى في منتدى العالم الفائت تشكيل قوة عمل مهمتها العمل على سدّ الهوة في مجال التقنية الرقمية في العالم. وقدمت هذه القوى ورقة عمل حملت الشعار الذي عقد تحته المنتدى هذه السنة، الى قمة الدول الصناعية الثماني في كيوشو اوكيناوا اليابان في تموز يوليو الماضي. وتبنت القمة آنذاك في بيانها الختامي، اغلب توصيات الخطة المقدّمة ومجموعة من السياسات المقترحة التي يتعين تنفيذها من اجل سد الهوة التكنولوجية التي تفصل بين العالمين النامي والمتقدم. ومن المنتظر ان تناقش قوة العمل، التي قامت في الشهور الاخيرة بتحسين خطتها المقترحة، جملة التغيرات والافكار الجديدة التي طوّرتها في مجالات التربية والترابط التكنولوجي والاشراف على الاسواق، وذلك خلال مداولات المنتدى. كما ستقدم قوة عمل جرى تشكيلها سابقاً داخل المنتدى تقريرها السنوي عن كيفية عمل المؤسسات الدولية والشراكات العامة / الخاصة في تصديها لعشرة تحديات يواجهها العالم وهي: الفقر وانعدام المساواة والبيئة والصحة وحقوق الانسان والهوة المعرفية والنزاعات المسلحة وانعدام الاستقرار الاقتصادي والجريمة، على ان تقدم قوة العمل المتخصصة هذه مقترحات ستعرض في الندوة التي تجري بعد ظهر الاثنين وعنوانها"جعل النظام العالمي يعمل في صورة افضل". ويتناول المنتدى، الذي يتوقع منظّموه تنظيم تظاهرات عدة مناوئة له ومواجهات مع قوات الشرطة يقف وراءها معارضو "الطابع النخبوي والاستعلائي" لهذا الحدث السنوي، مواضيع تحاول تأكيد اهمية المنتدى كمكان التقاء يجمع بين اصحاب القوة والثروة واصحاب القضايا والهواجس الانسانية. ومن ذلك جلسات عدة تحمل صفة "حوار غير رسمي" بين قطاع الاعمال والمنظمات غير الحكومية، وذلك بهدف تطوير التعاون بين الجانبين، لا سيما في مجال التربية العلمية وتحسين انماط السلوك في طريقة صنع القرار. كما سيناقش المنتدى، الذي يحمل هاجس العولمة في كل مؤتمراته، مستقبل نظام التجارة الدولية المتعدد وسبل تدعيمه بعد انهيار مفاوضات سياتل. ومن المنتظر ان تتناول المداولات دراسة الوسائل الكفيلة بتجاوز الجمود الحالي الحاصل بين الدول الصناعية والنامية، وبين ما اذا كان يتعين في المستقبل الربط بين تحرير التجارة من جهة والمعايير البيئية وتلك الخاصة بالعمل من جهة اخرى، وضرورات الدمج بين قضايا مثل سياسات التنمية او الاستثمار، وبين مفاوضات اتفاقية التجارة الدولية. كما سيبحث المجتمعون في انتشار الاوبئة مثل الملاريا والسيدا والسل وتأثيرهما على تراجع الموارد البشرية واعاقتها خطط التنمية الاقتصادية. كما سيبحثون في العلاقة بين اداء الشركات والحفاظ على التنمية المستدامة ومدى تأثير التطور السريع للتجارة الالكترونية على طريقة عمل الشركات وادارتها. وسيتم التطرّق ايضاً الى مسألة سوء الادارة في الشركات الروسية على اعتبار انها تشكّل عائقاً رئيسياً يحول دون قيام ظروف مواتية للاستثمار في هذا البلد، وتطوير قاعدة حقيقية لقيام ثقافة اعمال سليمة. وقال المنظمون انهم ينوون ايضاً تناول عملية توحيد معايير التصنيع في صناعة السيارات. واشاروا الى ان تبني اوروبا واليابان المعايير القانونية التي تفرضها الولاياتالمتحدة على صناعة السيارات، على صعيدي البيئة والسلامة، ويؤدي الى تحميل المستهلك النهائي الزيادة في كلفة الانتاج التي تسببها المعايير المتشددة الجديدة وهو ما يحتم الحصول على رؤية مختلفة لواقع الصناعة اليوم. الحضور العربي والقضايا العربية في دافوس تضم لائحة المشاركين العرب في "المنتدى الاقتصادي العالمي 2001" مجموعة من الشخصيات العربية والاسلامية منها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي وولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مع احتمال قدوم العاهل الاردني الملك عبدالله. ويرافق كلاً من هذه الشخصيات وفد لا يقل عن 12 مرافقاً من كبار الشخصيات ورجال الاعلام. وعلى رغم حضور شيمون بيريز وزير التعاون الاسرائيلي، الذي يسميه المشاركون العرب "وزير التسلل الاسرائيلي" نظراً الى محاولته المستمرة عقد صفقات وراء الكواليس مع الاطراف العربية كل سنة في دافوس، الا انه لا يعتقد ان اي حوار عربي - اسرائيلي ذا اهمية سيجري السنة الجارية، نظراً الى انشغال اسرائيل بانتخاباتها وغياب العرّاب الاميركي، وانتفاء افق اي مصالحة عربية مع اسرائيل يستحيل تبريرها تحت سقف الانتفاضة المشتعلة في الاراضي الفلسطينية. ومن المنتظر ان تعقد غداً ندوة حول "زعامة القرن الحادي والعشرين في العالم العربي" يشارك فيها امير قطر وولي عهد كل من دبيوالبحرين. كما تقام مساء غد الحفلة السنوية لكل المشاركين والتي ترعاها المملكة العربية السعودية هذه السنة، وتُقدم فيها عروض ثقافية وانماط المأكولات التي تُعرّف بالحضارة في السعودية والمطبخ الوطني فيها. ويشهد المنتدى مساء غد ايضاً ندوة عن "عاصفة الخليج: بعد عقد مضى" تتحدث عن العراق ومدى تأثير هذه الحرب على العلاقات الاقليمية، على ان تقام ندوة عن "التنافسية في الشرق الاوسط" واخرى عن السعودية والاصلاحات الاقتصادية فيها، وندوة عن "سعر النفط وتوريده"