ركزت القمة بين الرئيسين الايراني محمد خاتمي والسوري بشار الأسد في طهران أمس على الوضع في الشرق الأوسط، ووجهت سورية وايران رسالة حازمة الى اسرائيل عنوانها الصمود في مواجهة التهديدات الاسرائيلية، وعدم الرهان على الفائز في الانتخابات الاسرائيلية، وهو ما أكده ل"الحياة" وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع. وحظي موضوع العراق بجانب من الاهتمام، فيما تأكد عدم وجود وساطة سورية بين ايران ودولة الامارات لتسوية قضية الجزر. ويرافق الأسد الوزير الشرع ونائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام. وأكدت مصادر سياسية سورية وايرانية عزم طهرانودمشق على مواجهة التهديدات الاسرائيلية، وعدم الرهان على من سيفوز في الانتخابات الاسرائيلية في 6 شباط فبراير المقبل. جاء ذلك بعد المحادثات التي اجريت في طهران امس بين الرئيسين خاتمي والأسد الذي اختار ان تكون طهران أول عاصمة غير عربية يزورها منذ توليه الرئاسة. وحظي الوضع في الشرق الأوسط والتطورات في فلسطين بالاهتمام الأكبر، وأكد الشرع ل"الحياة" التصميم على مواجهة التهديدات الاسرائيلية، وقال: "سنواجه التهديدات الاسرائيلية وتطورات الوضع المحتملة في عملية السلام، بمزيد من الصمود والتصميم على رفض العدوان الاسرائيلي". ورفض الرهان على نتائج الانتخابات في الدولة العبرية قائلاً: "نراهن فقط على استعادة حقوقنا، وعلى وحدة صف العرب والمسلمين في المواجهة". مصادر ايرانية مطلعة على فحوى المحادثات أبلغت "الحياة" ان جوهرها "يتمحور حول تنسيق المواقف بين سورية وايران لمواجهة التطورات الاقليمية في ظل ما يجري في فلسطينالمحتلة". وذكرت ان ثمار هذا التنسيق "تجلت بوضوح في انتصار المقاومة الاسلامية في جنوبلبنان وانسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية". وزادت ان "المتنافسين للانتخابات الاسرائيلية أي ارييل شارون وايهود باراك، هما وجهان لعملة واحدة". وأن "الرهان على الفائز خاسر". واستدركت ان "متابعة مستقبل الو ضع في اسرائيل تهم كلاً من سورية وايران". ونفت مصادر سورية وايرانية ان يكون موضوع عملية تبادل الأسرى والمعتقلين بين اسرائيل و"حزب الله" مطروحاً في المحادثات، وقالت المصادر الايرانية ان الحزب "يقوم بما يراه مناسباً من أجل تحرير المعتقلين اللبنانيين". واشادت ب"العلاقة الجيدة بين سورية وحزب الله". الى ذلك، شددت الأوساط السورية على أهمية زيارة الرئيس بشار الأسد طهران، على المستويين الثنائي والاقليمي، وقال الناطق باسم الرئاسة السورية جبران كورية ل"الحياة" ان زيارة الأسد طهران "تحمل دفعاً جديداً للعلاقات الثنائية، وتحمل كل الخير للقضايا العربية والاسلامية". وتابع ان "موقف ايران من الصراع العربي - الاسرائيلي مؤيد للحق العربي ولمطالب سورية باسترجاع أراضيها، واسترجاع الأراضي العربية المحتلة". واشار الى ان دمشق كانت تسعى دائماً الى تطوير العلاقات العربية - الايرانية. وعن النزاع الايراني - الإماراتي على الجزر الثلاث وامكان تولي سورية وساطة قال كورية ل"الحياة": "لا توجد بين الاصدقاء مواضيع ممنوع بحثها، لكن أحداً لم يطلب من سورية التوسط في هذا الأمر". مصادر ايرانية مطلعة أبلغت "الحياة" ان لا وجود لأي وساطة سورية، وقالت ان "موضوع الخلاف مع دولة الامارات ليس مطروحاً في هذه المحادثات، والخلاف ثنائي بين ايرانوالامارات". ويشكل الوضع في العراق أحد محاور المحادثات في ظل التطور في العلاقة بين دمشق وبغداد، والتحسن الذي تشهده العلاقة بين ايرانوالعراق، لكن مصادر سورية أوضحت ل"الحياة" ان "هذا التطور لا يعني قيام تعاون مشترك بين الدول الثلاث". وتستمر زيارة الأسد طهران يومين، وسيلتقي مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي.