} يسعى القادة الافارقة الى ترتيب قمة شاملة لإحلال السلام في الكونغو الديموقراطية، وذلك بأسرع وقت ممكن قبل ان يدهمهم تجدد القتال الذي بدأت نذائره تلوح في الافق. وفي وقت بدأت السفارة الاميركية في كينشاسا بإجلاء موظفيها غير الاساسيين، تحركت الديبلوماسية البلجيكية، لاستكشاف آفاق حل في الدول المجاورة للكونغو. وجاء ذلك عشية دفن جثمان الرئيس المغدور لوران كابيلا. جوهانسبورغ، كينشاسا، بروكسيل - رويترز، أ ف ب - اجرى قادة افارقة مشاورات امس، في محاولة لترتيب قمة سلام شاملة في الكونغو الديموقراطية بأسرع وقت، فيما اعتبرت مصادر ديبلوماسية ان من السابق لأوانه تحديد موعد هذه القمة ومكانها. وأعرب ديبلوماسيون ومسؤولون في الكثير من البلدان عن قلقهم ازاء احتمال تصعيد الحرب في الكونغو في اعقاب اغتيال الرئيس لوران كابيلا الثلثاء الماضي. وجاء ذلك في وقت اعترفت زيمبابويوانغولا وناميبيا التي تنشر قوات في الكونغو لمساعدة نظام كينشاسا في قتاله ضد المتمردين، بالجنرال جوزيف كابيلا رئيساً للبلاد خلفاً لوالده. ولكن المتمردين الذين يلقون دعماً من اوغندا ورواندا رفضوا ذلك. وقال روني مامويبا الناطق باسم وزارة الخارجية في جنوب افريقيا ان هناك تاييداً قوياً لعقد اجتماع مبكر لرؤساء الدول الموقعة على اتفاق السلام الكونغولي الذي ابرم في لوساكا عام 1999. وفي طوكيو، قال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس، ان من السابق لأوانه تأكيد ان هناك حاجة الى قوات حفظ سلام في الكونغو. وقال: "اعتقد انه في حال الكونغو التي فيها رئيس جديد تولى الحكم، نحن في حاجة الى الانتظار حتى يستقر الوضع". واضاف ان "قادة المنطقة اجتمعوا بالفعل والدول المتعاطفة التي تقاتل الى جانب جمهورية الكونغو الديموقراطية، تشير الى انها مستمرة في دعم الحكومة" في كينشاسا. وكانت الاممالمتحدة حاولت في اطار اتفاق لوساكا، ارسال بعثة من 5537 عضواً لمراقبة وقف اطلاق النار هناك. ويدعو الاتفاق الى انسحاب كل القوات الاجنبية من الكونغو، ولكن انان لم يتمكن من ارسال بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة بسبب استمرار القتال. والتقى رؤساء زيمبابويوانغولا وناميبيا في العاصمة الانغولية لواندا امس، ودعوا الى محادثات موسعة بهدف انهاء الحرب في الكونغو. وكان كابيلا الذي وقف حائلاً دون تطبيق اتفاق لوساكا، قتل برصاص احد حراسه قبل اسبوع ومن المقرر ان يدفن في كينشاسا اليوم. وعين ابنه جوزيف 31 عاماً رئيساً موقتاً للبلاد ومن المرجح ان يتولى زمام الحكم في شكل دائم عقب مراسم الجنازة. اميركا وبلجيكا من جهة اخرى، سمحت واشنطن لكل موظفي السفارة الاميركية غير الاساسيين وعائلاتهم، بمغادرة الكونغو، مشيرة الى غموض الموقف الامني هناك. وأعادت وزارة الخارجية الاميركية التشديد على تحذير اصدرته منذ فترة طويلة للاميركيين من السفر الى الكونغو، وحضت رعاياها الموجودين هناك على التفكير في مغادرة البلاد. واضافت في بيان: "كإجراء وقائي، اجازت الوزارة مغادرة افراد عائلات موظفي الحكومة الاميركيين والموظفين الذين لا يشغلون مناصب غير اساسية". وفي غضون ذلك، يقوم وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال بجولة في ست دول افريقية هي: انغولاوزيمبابوي وزامبيا ورواندا واوغندا والغابون، لبحث الوضع في الكونغو، وذلك بعد حضوره جنازة كابيلا. وقال الناطق باسم الخارجية البلجيكية ان الجولة تهدف الى النهوض ب"عملية المصالحة في اطار اتفاق لوساكا". ورفض التكهن بما اذا كان موت كابيلا يوفر فرصة لاحلال السلام، لكن قال: "علينا ان نستغل القوة الدافعة لمحاولة تنشيط اتفاق لوساكا والحوار بين الكونغوليين". وكان الموقف في الكونغو وهي مستعمرة بلجيكية سابقة على طاولة النقاش ايضاً في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسيل امس.