تشهد بريطانيا جدلاً مستمراً منذ فترة في خصوص مشاركة مواطنيها المسلمين في "عمليات جهادية" مسلّحة في الخارج. وعاد هذا الجدل الى الظهور أمس مع تقرير استخباراتي يُفيد ان ما لا يقل عن 900 مسلم بريطاني يذهبون كل عام لتلقي تدريبات على السلاح في معسكرات تُشرف عليها جماعات مسلحة في دول عدة، على رأسها باكستان. وكانت حدة الجدل ازدادت قبل أسابيع عندما أفادت وسائل إعلام ان بريطانياً مسلماً قُتل في عملية انتحارية ضد القوات الهندية في كشمير. وشهد هذا الموضوع تطوراً جديداً أمس مع إعلان ان الهند طلبت اجتماعاً "اجتماعاً خاصاً" يُعقد اليوم في نيودلهي مع مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية وجهاز الأمن "أم آي 5" الاستخبارات الداخلية البريطانية. ويبدو ان الهنود قلقون من العدد المتزايد للمسلمين البريطانيين الذين يُشاركون في "الجهاد" ضد قواتها في كشمير. ويريد الهنود أيضاً الاحتجاج على التبرعات التي تُجمع في بريطانيا لدعم الكشميريين وتُقدّر بنحو سبعة ملايين جنيه استرليني. وأوردت صحيفة "صنداي تايمز" الأسبوعية البريطانية، في عددها أمس، ان نيودلهي ستطلب من لندن اتخاذ اجراءات أكثر تشدداً لوقف التبرعات وعمليات التجنيد تُقدّر الهند انها تطال 1800 شخص سنوياً التي تتم على الأراضي البريطانية. وأوردت "صنداي تايمز" ان جهاز ال "أم آي 5" الذي يُخصص دائرة خاصة لمتابعة هذا الملف، لا يُشاطر الهنود تقديراتهم. لكنها نقلت عن "مصدر أمني" ان "نحو 900 مواطن بريطاني يذهبون للتدرّب كل عام. نسبة عشرة في المئة منهم تبقى وتُشارك في القتال، في حين تعود النسبة الباقية، مُشبعة بأفكار سياسية ودينية، الى مجتمعاتها في المدن البريطانية، وتعمل خصوصاً في جمع التبرعات وتجنيد" المزيد من الشباب الراغبين في المشاركة في "الجهاد". ولا شك ان قضية كشمير تستقطب النسبة الأكبر من "الجهاديين" البريطانيين. لكنها بالطبع ليست القضية الوحيدة. وليس سراً ان بريطانيين مسلمين شاركوا في "الجهاد" في أفغانستان، وكذلك في البوسنة والشيشان والفيليبين، وحاول بعضهم كذلك المشاركة في "الجهاد" في كوسوفو. ويتردد ان جماعات إسلامية ناشطة في بريطانيا تُرسل شُباناً تُجنّدهم خصوصاً في الجامعات، لتلقي تدريبات على السلاح في معسكرات تُقام خصوصاً في باكستان وافغانستان، وفي دول افريقية، إضافة الى الولاياتالمتحدة التي يُمكن بسهولة نسبية شراء السلاح في أسواقها. واتهم اليمن في 1998 مجموعة من المسلمين البريطانيين بالتورط في عمليات إرهابية كانت تُعدّ في عدن. ونفى المتهمون، وعددهم ثمانية، التهم اليمنية. لكن محكمة في عدن وجدتهم مذنبين وحكمت عليهم بالسجن فترات متفاوفة. ويقول اليمنيون أن الثمانية كانوا يتلقون تدريبات على السلاح في معسكرات لجماعة "جيش عدن أبين". وتتولى عمليات التجنيد في بريطانيا جماعات عدة، خصوصاً جماعة "المهاجرون" التي يقودها عمر بكري محمد، وجماعة "أنصار الشريعة" التي يقودها "أبو حمزة المصري"، وجماعة أخرى تُطلق على نفسها اسم "سكينة".