رفض الفنان مارسيل خليفة المشاركة في مهرجان "ووماديلايد" الاسترالي الذي يعتبر أحد أعرق المهرجانات الموسيقية العالمية، بعدما تبين مشاركة المغنية الاسرائيلية شافا البرشتاين في المهرجان برعاية مباشرة من السفارة الإسرائيلية لدى استراليا ووزارة الاقتصاد الإسرائيلية. وكان مقرراً أن يشارك خليفة بإحياء حفلة خاصة في مبنى الاوبرا في سيدني. وهو عزا رفضه المشاركة في رسالة بعث بها إلى مدير المهرجان ايان سكوبي، إلى تسجيل اعتراضه "بصوت عالٍ... لفضح غطرسة إسرائيل وقصفها ومجازرها المتكررة على شعبَي لبنانوفلسطين" آملاً في أن يمكن رفضه "شافا البرشتاين أن تفهم كيف عملت الصهيونية على اغتصاب فلسطين"، مؤكداً أن "لا نشيد عندي ولا أغنية ولا موسيقى إلا الأمل في ايقاع الحجر على خوذات الجنود الإسرائيليين"، موجهاً التحية إلى محمد الدرة "الذي قتل في حضن والده وهو أعزل إلا من حجر صغير". رسالة خليفة استدعت رداً من سكوبي أعرب فيه عن ألمه لأن الفنان اللبناني غير قادر على "القفز فوق العداء السياسي"، مذكراً أن الفن هو "أفضل وسيلة لايصال رسالة إلى أي جمهور"، معرباً عن الأمل "كأي إنسان عقلاني" في أن ينتج الوضع في الشرق الأوسط "حلاً سلمياً... يمكنك أن تشعر أن الفن والموسيقى هما لتوحيد الناس وليس لتفرقتهم". في رده على رسالة مدير المهرجان اعتبر خليفة "ان الحديث عن القفز فوق العداء السياسي في ظل الواقع غير الإنساني الذي تمارسه إسرائيل على شعبي يجعل هذه الفكرة غير مفهومة، خصوصاً أن ما بيننا وما بين القوة الإسرائيلية لا يقع تحت ما تسمونه العداء السياسي، وإنما هو انعدام المسافة الإنسانية التي تتيح للمرء التفكير في تجاوز التفاصيل". وقال: "إن تعبيركم عن الإنسان العقلاني يعني تجريد الفنان من عواطفه الإنسانية كي يكون قادراً على مغادرة بيته مهدوماً وعائلته تحت القتل من أجل الغناء في ظل ما يسميه البعض عقلانية العائلة الإنسانية". وختم الفنان اللبناني رسالته بالقول: "انني على ثقة أن ثمة وقتاً سيأتي على البشرية تكون فيه قادرة على تحقيق الحوار الحضاري بشروط أكثر إنسانية".