سلّم المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية ايف أوبان دولاميسوزيير رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود رسالة من نظيره الفرنسي جاك شيراك يأمل فيها ان يتم اللقاء بينهما "خلال الأشهر القريبة المقبلة لتبادل الآراء". وأبلغ لحود الموفد الفرنسي "ان لبنان يتطلع الى دور أكثر فاعلية لأوروبا في المساهمة في حل أزمة الشرق الأوسط بعد التعثر الذي شهدته العملية السلمية منذ مؤتمر مدريد وحتى اليوم". وقال لضيفه: "إن إسرائيل تتحمل مسؤولية تجميد المسيرة السلمية خلال السنوات الماضية نتيجة المواقف السلبية التي اعتمدتها والاعتداءات التي نفذتها على لبنان ورفضها السلام العادل والشامل والدائم وسعيها الى حلول مجتزأة أثبتت الأحداث انها لم تكن مجدية. من هنا كانت دعوتنا الى اعادة تحريك مفاوضات السلام على الأسس التي تم التوافق عليها في مؤتمر مدريد، ويمكن أوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً ان تسهم مساهمة أساسية في ذلك نظراً الى دورها وحضورها في أوروبا والعالم". وبعدما شرح لحود ثوابت لبنان الوطنية من السلام وموقفه الرافض للتوطين، عبر عن تقدير لبنان وشكره للموقف الفرنسي الداعم الحق اللبناني في المحافل الاقليمية والدولية والتعاون القائم بين الادارات والمؤسسات الفرنسية ومثيلاتها اللبنانية. وركز على ضرورة تعزيز هذا التعاون وتطويره مع اقتراب موعد انعقاد القمة الفرنكوفونية في تشرين الأول اكتوبر المقبل في بيروت. وحمّله شكره الى شيراك على "المبادرات المتكررة حيال لبنان"، معرباً عن أمله بأن يتمكن من لقائه خلال الأشهر القريبة المقبلة للبحث في القضايا الراهنة. وتناولت رسالة شيراك الى لحود مسألة استمرار التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة والوضع الدقيق في الجنوب، مشيراً الى أن بلاده وشركاءها الأوروبيين تبدي اهتماماً كبيراً لما يحدث. وشدد على "أن السلام لا يمكن ان يتحقق في المنطقة من دون لبنان وسورية، وان الانسحاب الإسرائيلي من لبنان خطوة أولى ايجابية، لكن السلام العادل والشامل لن يتم الا بإعادة مرتفعات الجولان الى سورية وحل المسألة الدقيقة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين في لبنان". وأكد ان القمة الفرنكوفونية المقبلة "تشكل استحقاقاً مهماً لبلدينا وينبغي التحضير لها باهتمام، وفرنسا مستعدة لتقديم مساعدتها في هذا المجال". وأوضح الموفد الفرنسي بعد اللقاء موقف بلاده من الوضع في جنوبلبنان فقال "انه هش في الجوهر، لذا تجب ممارسة أقصى درجة من التحسب وتجب دعوة الأطراف المتنازعين الى ضبط النفس". وأشار الى "أن هذه الحال في الجنوب ستكون موضع نقاش نهاية الشهر الجاري في مجلس الأمن خلال البحث في التجديد للقوة الدولية العاملة في جنوبلبنان، وهو سيحصل من دون أي عائق، وستكون مناسبة للبحث في الوضع في الجنوب ومدة تلك القوة وطرق عملها". وسئل هل تقترح بلاده خفض عدد تلك القوة الف جندي؟ أجاب: "علينا انتظار تقرير الأمين العام كوفي أنان الذي سنرتكز عليه. ثمة احتمال أن يكون هناك مثل هذه الفرضية، وذلك بالعودة الى عدد "يونيفيل" كما كانت قبل الانسحاب الإسرائيلي". ونفى ان يكون بحث مع لحود أو الرئيس السوري بشار الأسد في موضوع الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين أسرهم "حزب الله". وعن نظرة فرنسا الى عملية السلام في الشرق الأوسط، قال: "هناك مفاوضات تتابع ونشعر ان الرؤى لا تحظى بتقدم، وياللأسف هناك مرجعية كامب ديفيد والثوابت التي كان اقترحها الرئيس الأميركي بيل كلينتون وأملنا ان يفسح في المجال لتدعمها". ومساء التقى الموفد الفرنسي رئيس الحكومة رفيق الحريري، وتناولا زيارة الأخير "القريبة والمهمة جداً" لباريس في 14 شباط فبراير المقبل، وهي "ذات بعد سياسي خصوصاً بعد مرور وقت على حصول زيارات في هذه الأهمية على المستويين السياسي والثنائي خصوصاً ان وفداً وزارياً كبيراً سيرافقه خلالها، وان مجموع القضايا الاقتصادية والثقافية والتجارية وأوجه التعاون ستطرح اضافة الى موضوع القمة الفرنكوفونية". وأضاف: "ان مسألة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مهمة جداً وقد بحث فيها المعنيون بعمق، ويوليها الأوروبيون والأميركيون أهمية كبرى لايجاد حل لها، وان أي حل مرتبط بعملية السلام يجب الا يكون على حساب لبنان". وكان لحود التقى المساعد السابق لوزير الخارجية الاميركي ريتشارد مورفي في حضور السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات الاقليمية الأخيرة وموقف لبنان من الطروحات الراهنة. واجتمع مورفي مساء مع الحريري. الى ذلك، طلب وزير الخارجية محمود حمود من مندوب لبنان الدائم لدى الأممالمتحدة سليم تدمري أمس "القيام بالاتصالات اللازمة مع الجهات المختصة في الأممالمتحدة للافادة بما لديها من معلومات تأكيداً أو نفياً لاستعمال إسرائيل اليورانيوم المستنفد خلال عمليات القصف على لبنان". وكان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ستافان دي ميستورا تفقد أمس مقر قوات الطوارئ الدولية في الناقورة. وبحث مع قائدها الجنرال سيث كوفي أوبينع ومستشاره السياسي تيمور غوكسيل في دورها. وأشار غوكسيل الى "امكان حصول بعض التعديل في عديد القوات"، مؤكداً ان "لا أحد يستطيع حسم هذا الأمر في انتظار تقرير أنان". وقال: "اذا حصل أي خفض فهو بسبب الحاجة الى قوات حفظ السلام في العالم والهدوء النسبي في الجنوب".