توقع وزير لبناني أن يصدر كلام عن رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري، في نهاية جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم، يعكس الحرص على التضامن الوزاري من جهة، ويشكل رداً غير مباشر على الموقف الأخير لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي استهدف فيه رئيس الجمهورية من جهة ثانية. وقال الوزير ل"الحياة" ان الكلام الذي سينقل عن لحود والحريري أثناء انعقاد الجلسة يحظى بإجماع الوزراء، وقد يتجاوز الرد على جنبلاط الى الاجابة عن كل القضايا السياسية الراهنة وما ترتب عليها من رد فعل، مشيراً الى ان اجتماع العمل الذي عقد أمس بين الرئيسين يعتبر تحضيراً للجلسة "ولا مانع من أن يكونا اتفقا على العناوين الرئيسية تأكيداً منهما على أهمية التضامن الوزاري". ونقل الوزير عن الحريري انه لم يتمكن حتى الآن من فهم الأسباب والدوافع التي أملت على جنبلاط استئناف حملته على لحود تزامناً مع الاتصال الذي تلقاه من رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان، على رغم لقاءاته مع جنبلاط. وقد تكون له اسباب غير معلنة تتعلق بشعوره ان حجمه في اللعبة السياسية أقل بكثير من الحجم الذي اكتسبه في الانتخابات النيابية الأخيرة". وقال الوزير: "الا ان استعادة حجمه السياسي لن تتم بمواصلة حملته على لحود، وانما عبر التفاهم مع رئيس الحكومة ومن خلاله، خصوصاً أن الحريري بات محرجاً من استمرار الحملة، وهو يتوافق مع المسؤولين السوريين على عدم التوصل معاً الى تحديد الأسباب، لمعرفة مدى قدرة الطرفين على التغلب عليها، من خلال تعاونه ورئيس الجمهورية بدعم سوري". واعتبر الوزير "ان جنبلاط لم يحسن التقاط الاشارة الايجابية التي تلقاها من كنعان وبدلاً من أن يوظفها في تبديد هواجسه سارع الى اطلاق النار، بالمعنى السياسي، في اتجاه لحود، ما شكل احراجاً لدمشق التي تنظر بارتياح كبير الى مواقفه الاقليمية والدولية ولا تحبذ اصرار جنبلاط على الاشتباك معه". وفي هذا السياق، نقل الوزير عن مسؤولين سوريين قولهم إن هجوم جنبلاط على لحود فور تلقيه الاتصال من كنعان "قد يدفع بهم الى الاعتقاد ان الاتصال تم على عجل ولم يكن في محله من حيث التوقيت، على رغم حرصهم الشديد عليه". وهذا قد يدفع بالمسؤولين السوريين الى الندم على الاتصال والتريث في تسريع آلية تطبيع العلاقة به". وتابع "ان دمشق اعتبرت ان فتح الباب أمام جنبلاط، من شأنه ان يدعم الاستقرار السياسي بدلاً من أن يزيد في ارباك الوضع، لكن استئناف هجومه على لحود أخذ يترك علامات استفهام، وأنه قد يكون غير مستعجل في ترتيب علاقته بدمشق، من دون ان يجهر بذلك صراحة، واختار رئيس الجمهورية للتصويب عليه، وهو يعرف ان المسؤولين السوريين لا يسمحون لأنفسهم بالدخول معه في ترتيب للعلاقة، ما دام انه في حال حرب سياسية مع لحود... والا فما هو مبرر الموقف الذي اتخذه؟". وأكد الوزير ان جنبلاط "يتصرف من منطلق ان بقاءه في منتصف الطريق في علاقته بدمشق بدلاً من الدخول في تطبيع للعلاقة معها حتى النهاية، يسمح له بالحفاظ على موقعه بين المسيحيين المناوئين للحود، مستفيداً من قلة الحماسة لدى النواب المسيحيين في الرد عليه". واعتبر ان "أي تقدم في الاتصالات بين جنبلاط ودمشق مرهون بتهدئة موقفه من لحود".