} اعترف ديبلوماسيون بأن العقوبات الشاملة المفروضة على العراق منذ 1990 بسبب اجتياحه الكويت تشكل فشلاً ذريعاً بعد عشر سنين على اقرارها، رغم ان وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين، أعتبر، رداًً على الانتقادات التي وجهها الرئيس المنتخب جورج بوش، ان العقوبات فعالة. ويلقي الرئيس صدام حسين غداً خطاباً "تاريخياً شاملاً" لمناسبة الذكرى العاشرة لاندلاع حرب الخليج عام 1991. بغداد، واشنطن، نيويوركالاممالمتحدة - أ ف ب - قال ديفيد مالون، رئيس "الاكاديمية الدولية للسلام" وهي معهد مستقل للبحوث مقره نيويورك في تصريح الى وكالة الصحافة الفرنسية: "في البداية شكل نظام العقوبات على العراق نجاحاً" نتيجة تعاون العراقيين مع الأممالمتحدة وإن رغماً عنهم. ورأى ديبلوماسي طلب عدم كشف هويته ان "العراق لم يعد يشكل تهديداً بفضل العقوبات، إذ ان اسلحته أزيلت بنسبة 95 في المئة". ومع ذلك، تبدو الحصيلة بعد عشر سنين أقرب الى الفشل. فليست هناك رقابة على الاسلحة العراقية، والشعب العراقي يواجه مأساة انسانية. وفيما عزز نظام صدام موقعه، تشهد الاسرة الدولية انقسامات واسعة. ويعتقد ان "جدار" العقوبات الذي يفترض ان يعزل العراق، يتفتت شيئاً فشيئاً تحت انظار الولاياتالمتحدة التي تقف عاجزة، رغم انها جعلت "احتواء" صدام حسين أولوية لديها. وكان سفير الولاياتالمتحدة لدى المنظمة الدولية ريتشارد هولبروك اعترف الخميس بأن "الجهود لاحتواء صدام ما زالت بعيدة عن تحقيق هدفها". لكنه عزا هذا الفشل الى "ضعف التضامن بين الدول التي تفرض تطبيق العقوبات" في مجلس الأمن. لكن مالون اعتبر ان تولي مادلين اولبرايت منصب وزير الخارجية في الولاياتالمتحدة عام 1996 هو السبب في ضعف فاعلية العقوبات. وقال ان اولبرايت "افهمت الجميع ان لا شيء يبرر انهاء العقوبات سوى رحيل صدام حسين، من هنا فقدت العقوبات فاعليتها، لأن العراقيين رأوا انه لم تعد هناك جزرة بل عصا فقط فكرسوا كل جهودهم لنسف نظام العقوبات". وأكد الوزير كوهين، رداً على الانتقادات التي وجهها الرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش، ان العقوبات على العراق فعالة. وكان بوش ذكر في مقابلة نشرتها أول من أمس صحيفة "نيويورك تايمز" ان هذه العقوبات هي بمثابة جبنة "غرويير"، التي تتميز بثقوبها الصغيرة. ورد كوهين في مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان" ان هذه العقوبات "قلصت امكانات الرئيس العراقي لاعادة بناء جيشه بعد حرب الخليج، وهو الآن ليس في وضع يمكنه من الاعتداء على جيرانه، فيما سمحت العقوبات أياً تكن نواقصها بإبقائه في الزاوية". الى ذلك، اشاد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أمس بجهود المنظمات الانسانية الاميركية "المدافعة عن الحق والعدالة". ونقلت وكالة الانباء العراقية قوله خلال استقباله أول من امس وزير العدل الأميركي السابق رامسي كلارك الذي وصل الى بغداد جواً السبت، يرافقه خمسون اميركياً يعارضون العقوبات: "نعرب عن تقديرنا جهود رامسي كلارك والمنظمات الاميركية التي تدافع عن الحق والعدالة".