} على رغم مرور عشرة أعوام على تجربة الاحتراف في المنافسات الكروية السعودية، إلا أنها لم تستطع نفض غبار التحفظ حول جوانب تطبيقاتها وآلياتها والأمور المتعلقة بها، لكن التجربة كانت غنية من دون شك وأثرت الحركة الرياضية. ويحتل الجدل حول ايجابيات الاحتراف وسلبياته ومتطلباته مساحة كبيرة من أحاديث الوسط الرياضي السعودي، ما يقودنا لتسليط الضوء على آراء عدد من الخبراء والمنتمين لهذا الوسط حول هذا الموضوع. سال حبر كثير في التطرق الى موضوع الاحتراف وانعكاساته على كرة القدم السعودية، وذلك طوال العقد الذي شهد هذه التجربة وبالأحرى النقلة التي تختلف الآراء حولها. ويقول الدكتور خالد الباحوث مدير ادارة البحوث والدراسات في رعاية الشباب: "ان ترديد الحديث عن تجربة الاحتراف الرياضي أو الحديث عن مساعدة الاحتراف على تطوير مستوى الكرة أعتقد جازماً بأنه طرح يبعد قليلاً عن الواقع والموضوعية لأسباب عدة". ويعدد الدكتور الباحوث هذه الأسباب متابعاً "لا تزال شعرة معاوية هي الفاصلة بين الاحتراف والهواية لدينا، وأبرز ما يميز تلك الفترة بأنها فترة تجربة الصح والخطأ من خلال إدخال لوائح ثم إلغائها. وحتى الآن لا تتوافر للأندية الرياضية أبسط أساسيات البنية التحتية للاحتراف الرياضي، والتي من أبرزها منهجية الادارة الرياضية الحديثة والادارة المالية السليمة للاحتراف. كما انه لا يزال هناك عدم إلمام بمفاهيم التسويق الرياضي الحديث، لذلك يتم التساهل في دفع مقدم العقود للمحترفين والذين أصبحت رواتبهم تتأخر بشكل متكرر ومألوف بل ان مشكلات التوقيع والتسجيل بين الأندية مع بعضها البعض وبين لجنة الاحتراف أحياناً، أصبحت تتكرر وبشكل سنوي، ولا يزال هناك قصور في مفهوم وثقافة الاحتراف لدى الأندية ولاعبيها، فإدارات الأندية لم تُحسّن حتى الآن التعامل مع المحترفين. ولم يدرك اللاعبون واجباتهم ومسؤولياتهم بعد، بل ان المصيبة الكبرى هي أن الإلمام بالأنظمة واللوائح الخاصة بالاحتراف من قبل إدارات الأندية لم يبلغ خمسين في المئة من المفهوم الكامل حتى الآن، وذلك بحسب ما صرح به رئيس لجنة الاحتراف خلال احد احاديثه الصحافية". عدم ارتباط التطور بالاحتراف ويشير الدكتور الباحوث الى أن ليست هناك علاقة تجمع ما بين التطور الرياضي في السعودية وعملية الاحتراف، والملاحظ أن الانجازات تحققت قبل الاحتراف أو بعده مباشرة اضافة الى أن الاحتراف لم يساعد اللاعب على خوض تجربة الاحتراف الخارجي وبالتالي فلم يكن للاحتراف فعل مباشر في التطور، بل هناك عوامل اخرى ساهمت في ذلك. ويطالب الباحوث بخطوات عدة من أجل تفعيل تطبيق الاحتراف مثل إعادة ترتيب وتنظيم الجهة المنظمة للاحتراف وتوسيع لجانها، توافر وعي وأرضية ثقافية عن عملية الاحتراف واهدافه لدى اللاعبين والاداريين والجمهور الرياضي، والتركيز على الادارة المالية السليمة للأندية الرياضية وضرورة إيحاد موارد مالية مستقره للأندية. مسؤولو الاندية هم السبب؟ ويؤكد علي كميخ عضو الجهاز الفني في المنتخب السعودي لكرة القدم على أن تطبيق الاحتراف كان خطوة ايجابي. وقال كميخ: "ليس هناك شك بأن تطبيق الاحتراف ودعمه أمر إيجابي لتحقيق الامن الوظيفي للاعب، لكن الأخير لم يستثمر الاحتراف الاستثمار الامثل من ناحية الواجبات والحقوق". ويضيف كميخ ان مفهوم الاحتراف بالنسبة للاعب السعودي غير واضح حتى الآن من ناحية تطبيق اسسه لان اللاعب يتعامل بازدواجية بين الرغبة في الاحتراف والتعامل بطريقة الهواة، "فلم نرَ المحافظه على البرنامج اللياقي او السعي لاجراء تمارين فرديه لتطوير القدرات الذاتية، او التعامل مع خبرات تدريبيه لتطوير قدرات اللاعب. وهي امور اساسية في التعامل مع الاحتراف". وحتى على مستوى الطموحات ليست لدى اللاعبين اهداف او استراتيجيات لتنفيذها، "ولم نشهد طموحاً للاحتراف الخارجي باستثناء خطوة سامي الجابر". ويُلقي على كميخ بالمسؤولية على ادارات الاندية معتبراً "أن مبدأ تطبيق الثواب والعقاب لا يزال مفككاً في الاندية وخاضعاً للعاطفة إضافة الى أن عدم استمرار المدربين لمدة طويلة، وكلها أمور تؤثر على العملية الاحترافية اضافة الى تداخل المسابقات والتى يجب أن تقنن وتنظم وتحدد". ... ومسؤولية اللاعب اما المدرب السعودي خليل الزياني فيرى ان الاحتراف لم يُطبق في شكل صريح من قبل اللاعب نفسه والذي لم يسعَ الى ذلك فلم يلزم نفسه بايجابيات الاحتراف حيث تجد كثرة المخالفات والغياب والاهمال الشخصي. وليست هناك عقوبات رادعة للاعب او مبادارات ذاتية من قبله لتطوير مستواه، فهو لا يزال يتعامل بطريقة الهواية. ويعارض رئيس الاتفاق المهندس خالد الدوسري احد فقرات الاحتراف التي تنص على انتقال اللاعب المنتهي عقدة من دون الرجوع الى ناديه الأصلي، وقال: "ان الاندية عندما ينتقل اليها أي لاعب تتأخر في تسديد قيمة انتقاله، وقد عانينا نحن في الاتفاق من هذه المشكلة ،اذ لم نستلم قيمة انتقالات لاعبينا من الهلال والنصر حتى الان" تطبيق غير منتظم ويؤكد لاعب الشباب سعيد العويران ان بعض الاندية طبقت نظام الاحتراف كما هو مطلوب، بعكس أندية اخرى. وأشاد العويران بتعامل ادارة ناديه من خلال تطبيقها للنظام. وقال: "يكفي إننا في الشباب نستلم مرتباتنا شهرياً بصورة منتظمة، وهذا بالطبع يبث نوعاً من الحماسة والاستقرار النفسي عند اللاعب ويدفعه لتطوير مستواه". وطالب العويران من اللاعبين المحترفين، خصوصاً صغار السن التقيد بلوائح نظام الاحتراف والتفكير جدياً في الاحتراف الخارجي لأن ذلك سيعود عليهم بفائدة كبيرة. في المقابل، أوضح مدافع النصر صالح الداود ان بعض الاندية واللاعبين يحتاجون الى وقت اكثر لفهم انظمة ولوائح نظام الاحتراف في المملكة. وقال: "اعتقد ان هناك بعض اللاعبين الذين استفادوا من نظام الاحتراف بالشكل المطلوب والمستقبل سيكون للموهوبين". انتقالات بالجملة وقد شهدت الفترة الاخيرة انتقالات عدد من اللاعبين السعوديين امثال فؤاد انور وصالح الداوود وفهد المهلل من الشباب، وسعد الشهري من الاتفاق، ومنصور الموسى من النجمة الى النصر، ومرزوق العتيبي من الشباب، وسليمان الحديثي من النجمة للاتحاد، واحمد خليل وعلي حسين من الاتفاق وعبدالله الشريدة من القادسية وعبدالله سليمان من الاهلي الى الهلال، وعبيد الدوسري من الوحدة وسعد الدوسري من الرياض وفوزي الشهري من القادسية الى الاهلي، وطارق الذوادي من هجر الى الاتفاق. ثلاثة لاعبين احترفوا خارجياً ويعتبر قائد المنتخب السعودي السابق والنصر فؤاد انور اول لاعب سعودي يحترف خارجياً، إذ احترف في أحد الاندية الصينيه، وأعقبه لاعب النصر المنقطع حالياً فهد الغشيان بعدما احترف في الكمار الهولندي. واخيراً سامي الجابر الموجود حالياً مع ولفرهامبتون الانكليزي.