سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجماهير تدافعت نحو النعش فتأخر وصوله الى الجامع ساعتين . لبنان : تشييع شمس الدين في مأتم حاشد ورسمي قبلان يعاهد على الوفاء لمواقفه و"الله أمرنا بالتوحيد"
شيع رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين الى مثواه الاخير في مأتم رسمي وشعبي حاشد وفي مشاركة وفدين رسميين سوري وايراني. وسار في موكب التشييع عشرات الآلاف من المواطنين، ومن محازبي حركة "امل" و"حزب الله". وأقيمت مراسم الدفن عقب صلاة الجمعة في مشاركة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممثلاً رئيس الجمهورية اميل لحود، ورئيس الحكومة رفيق الحريري. ومثل وزير الاوقاف السوري محمد زيادة الرئيس بشار الاسد، والى جانبه رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان والعميد رستم غزالة. وترأس الوفد الايراني نائب وزير الخارجية محمد الصدر ممثلاً الرئيس محمد خاتمي ووفد آخر مثل مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي آية الله الشيخ مهدوي كني، وممثل عن ملك الاردن عبدالله الثاني، الى جانب شخصيات رسمية وروحية وشعبية، ابرزها الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني والقائم مقام شيخ عقل الطائفة الدرزية بهجت غيث وعدد كبير من المطارنة من مختلف المذاهب المسيحية. انطلق موكب التشييع من مقر المجلس الاسلامي الشيعي - طريق المطار في اتجاه المجمع العلمي الثقافي. وحمل جثمان الفقيد على الاكف وقد لف بالعلم اللبناني، مجللاً بالعمامة البيضاء. وتقدمت الموكب فرق كشفية وموسيقية عزفت الحاناً جنائزية. وعلى رغم قرب المسافة بين مقر المجلس الشيعي والمجمع، ادى تدافع الجماهير التي تقاطرت لوداع شمس الدين، الى تأخير الصلاة عن روحه نحو ساعتين، عن صلاة الظهر، إذ اصطف المواطنون على جانبي الطريق، فيما راح كثيرون يحاولون الاقتراب من النعش للمسه، وتسابقوا للوصول الى جامع الامام الصادق حيث الصلاة من اجل دخوله. وعجزت التدابير الامنية عن ضبط المشيعين، ما اربك اطقم المرافقة الامنية لكبار المسؤولين والقادة الحزبيين الذين احيطوا بطوق محكم. واضطر نجل الفقيد ابراهيم وشقيقه الشيخ عبدالكريم الى مطالبة الجموع التي رفعت اللافتات السود، وصورة الراحل، بالهدوء. وفي جامع الامام الصادق الذي يقع قرب المجمع، عند مستديرة شاتيلا في ضاحية بيروت، شق الجثمان طريقه اليه بصعوبة وأعلن بري باسم رئيس الجمهورية منح الفقيد وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر وفاءً لعطاءاته. ثم أمّ الصلاة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبدالامير قبلان الذي ألقى كلمة عدّد فيها مزايا الراحل، وبكى حين تحدث عن علاقته به قائلاً: "يا رفيقي وصديقي وأخي تركتني. كسرت ظهري"... وقال "إن مقتضى الوفاء ان نلتزم الامانة التي حملنا اياها، امانة الممانعة ضد الهيمنة الصهيونية والاعتداءات الهمجية التي يتعرض لها شعبنا واهلنا في لبنان وفلسطين". وعاهد على "الاستمرار في نهجه الرافض التفريط بسيادة القدس". وشكر "من شاركونا في مصابنا"، باسم المجلس الشيعي ورئيس المجلس النيابي والمرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية، معاهداً على البقاء "مع المفتي قباني جنباً الى جنب، لأنك كنت مع التوحيد والله أمرنا به". ثم ووري الجثمان في ضريح خاص في باحة المسجد، بناء على وصيته. وكان الحداد عمّ مناطق الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع. وأقفلت المتاجر والمدارس في الضاحية التي اتشحت شوارعها بالرايات السود. وكانت وفود كثيرة وشخصيات سياسية قدمت التعازي قبل الدفن ابرزها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على رأس وفد نيابي - حزبي شعبي من الجبل. وبعد الدفن قدم البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير تعازيه على رأس وفد من المطارنة والرهبانيات.