مايكروسوفت شركة معروفة ومنتوجاتها منتشرة في كل مكان مادي ورقمي منزل، مدرسة، مؤسسة، إذاعة، تلفزيون، كومبيوتر، هاتف محمول، شبكة خاصة وإنترنت، وستبقى مرموقة على رغم الأحداث القانونية التي تعصف بها وتنذر بتفتيتها. أما الحديث عن موقعها على شبكة "ويب" فيتجاوز السرد التقليدي لأجزائه المكوّنة وحسن تصميمه وواجهته الأنيقة وسهولة التنقّل في أرجائه، إلى وظيفته الحقيقية. بسيط موقع مايكروسوفت في تركيبه وصريح. فلكل متعامل مع الشركة قسم خاص ظاهر في صفحة الاستقبال: عائلات المنتوجات وأدوات المطوّرين، وخدمات "ويب"، وبينها وصلة بشبكة مايكروسوفت msm.com عالم قائم بذاته، وقسم للزبائن والعملاء، وقسم الموارد حيث التسوّق وكتب "مايكروسوفت برس" والوظائف والأخبار الكثير منها. ويتصدّر صفحة الاستقبال آخر ما توصّلت إليه الشركة من منتوجات، إضافة إلى أخبار اليوم. وفي رأسها شريط رفيع أزرق يحمل وصلات بأهم أحداث مايكروسوفت ودوراتها التدريبية ومواقع الشركة حول العالم، ووسيلة الاتصال بها بالبريد الإلكتروني طلباً للدعم الفني أو للاستفسار عن أي شيء. وثمة حيّز للبحث في محتويات الموقع. يتكرّر المشهد عند فتح الصفحات الأخرى مع تبدّل طفيف في الألوان وتغيير جذري في المضمون. إلا أننا نلفت القارئ إلى ما يقع في طيّات الموقع وباطنه. فهو يشكّل مختبراً أو حقل تجارب لمنتوجات مايكروسوفت، لأنه أساساً مكوّن منها. وأي هنة أو خطأ أو عطل يطرأ عليه يكون سببه علّة في منتوج الشركة الذي يتولّى تنفيذ مهمات معيّنة أكان الخادم أم قاعدة البيانات أم البرنامج أم الواجهة...، إلاّ إذا كان العطل في جهازك أو خط الاتصال. ومنذ إطلاق موقع microsoft.com، عام 1994، كان مصمّماً لمساعدة الزبائن على حل مشكلاتهم التقنية فوراً وسريعاً. ووُضعت لهذا الغرض ثلاثة خوادم لتنظيم حركة مرور الزوّار. ولمّا انطلقت الإنترنت شرعت مجموعات مايكروسوفت المختلفة في إضافة المحتويات إلى الموقع. وعام 1996، قفز عدد الصفحات المقروءة من 118 مليوناً في كانون الثاني يناير إلى بليونين في كانون الاول ديسمبر. وازدادت حركة المرور في الموقع بنسبة 90 في المئة خلال الأشهر الستة الأخيرة من العام نفسه. واليوم بات موقع مايكروسوفت أحد أكبر المواقع التجارية وأعقدها في "ويب". وأصبح يشكّل أهم وسيلة تسويق للشركة. ز.م.
