توقعت "آرباص" أن يحتاج العالم إلى طائرات نقل مدنية جديدة بقيمة 3،1 تريليون دولار خلال السنوات العشرين المقبلة. وركزت دراسة عرضتها الشركة حول تطورات السوق في العقدين المقبلين، وفي شكل أساسي، على تقديرات متفائلة تخص نمو قطاع الطائرات ذات السعة الكبيرة، وهو قطاع تسعى الشركة الأوروبية جاهدة لتبرير حجم استثماراتها الكبيرة فيه. وقدّم مؤتمر صحافي عقد في العاصمة البريطانية صباح أمس الدراسة السنوية التي تصدرها "آرباص" كل عام وتبدي فيها طريقة رسم سياستها في ما يخص التعامل مع الطلب المقبل في أسواق النقل الجوي. وقالت الدراسة إن العالم سيحتاج إلى نحو 14700 ألف طائرة ركاب تفوق سعة كل منها 70 مسافراً، مقابل ما يزيد على 700 طائرة شحن جديدة. وأشارت إلى أن كلفة هذه الطائرات ستبلغ 31،1 تريليون دولار. وتعتبر هذه الأرقام مختلفة في شكل واضح عن الأرقام التي قدمتها "آرباص" العام الماضي والتي أشارت فيها إلى أن العالم سيحتاج حتى سنة 2018 إلى 17600 طائرة قيمتها 2،1 تريليون دولار. وبررت الشركة الأوروبية، التي يتعين عليها اقناع المصارف بتمويل 12 بليون دولار هي كلفة مشروعها المثير للجدل لبناء طائرة عملاقة قادرة على حمل قرابة 800 مسافر، تراجع تقديراتها بمقدار 2200 طائرة عن السنة الماضية بالاهتمام باقتناء الطائرات الكبيرة التي ستشتريها شركات الطيران . وذكرت "آرباص" أن العالم سيشتري 6399 طائرة تبلغ سعتها 400 راكب أو أكثر وهو ما يعادل 55،41 في المئة من إجمالي عدد الطائرات الجديدة، على أن تبلغ قيمتها 8،881 بليون دولار. ومعلوم أن "آرباص" لا تملك هذه الفئة من الطائرات العملاقة القادرة على نقل هذه العدد من المسافرين. وهي واجهت منذ السبعينات منافسة صعبة من "بوينغ" الأميركية التي قدمت دائماً عائلة متكاملة من مختلف الطرازات، وفي ذروتها طائرة الجمبو "747". وكان آدم براون نائب الرئيس لشعبة التوقعات والتخطيط الاستراتيجي في "آرباص" ذكر السنة الفائتة أن الشريحة الأكبر من الصفقات ستكون على مستوى الحجم في مجال الطائرات التي تبلغ سعتها 300 مقعد و350 مقعداً و400 مقعد على اعتبار أنها ستشكل نسبة 30 في المئة من اجمالي الطلبيات. ويطرح هذا التحول المفاجىء تساؤلات عن أغراض الدراسة التي أكدت أيضاً أن مشتريات هذه الفئة من الطائرات ستشكل بمفردها 3،67 في المئة من إجمالي الاستثمارات التي ستقوم بها شركات الطيران في السنوات العشرين المقبلة. وكأن "آرباص" تمنح نفسها شهادة لتبرير وجهة نظرها وإظهار صحة قرارها بالاستثمار في مشروع طائرتها العملاقة "إي. 3 إكس. إكس". وزعمت الدراسة أنه سيكون هناك طلب قوي على 5164 طائرة ذات ممرين بقيمة إجمالية قدرها 600 بليون دولار وقدرة استيعابية تصل إلى 400 راكب. كما توقعت أن تستوجب تلبية الطلب المتنامي على السفر الجوي منخفض الكلفة، في بيئة تزداد ازدحاماً في القطاع الأعلى من السوق، وهو قطاع الطائرات التي تضم 500 مقعد فما فوق، شراء 1235 طائرة جديدة. وتوقعت الدراسة أيضاً أن تستخدم أساطيل 58 ناقلة عالمية طائرات تفوق سعتها 400 مقعد تقوم بنحو 45،92 ألف رحلة في الشهر على 584 خطاً تربط بين المطارات العالمية. وكانت شركة "بوينغ" الأميركية توقعت في دراسة نشرتها أثناء معرض "فارنبره" الأخير في ضاحية لندن أن تستثمر شركات الطيران حتى سنة 2019 قرابة 5.1 تريليون دولار لشراء 315.22 ألف طائرة جديدة، على أن يكون 55 في المئة من الطائرات الجديدة من الطائرات الاقليمية العريضة والاحادية الممر و39 في المئة من الطائرات الاقليمية المتوسطة والصغيرة.