أعلنت مجموعة "إرباص إندستريز" لصناعة الطائرات أمس، اطلاقها لبرنامج تصنيع الطائرة العملاقة "سوبر جامبو ايه 3 إكس إكس"، في خطوة ستعزز قدرتها على منافسة شركة "بوينغ" الأميركية على احتلال المرتبة الأولى في صناعة الطيران. كما حددت المجموعة موعداً رسمياً للاندماج بين مكوناتها الأربعة وتحولها إلى شركة في كانون الثاني يناير 2001. وجاء الإعلان عن البرنامج بعد سنوات من التردد في شأنه، في مؤتمر صحافي عقده في باريس رئيسا مجلس مراقبة المجموعة، الفرنسي جان - لوك لاغاردير، والألماني مانفريد بيشوب. وعلم ان الإعلان عن بدء تصنيع الطائرة العملاقة، أعقب الاتفاق بين الشركاء الأربعة في "إرباص" المانيا واسبانيا وبريطانيا وفرنسا، في شأن توزيع المهام بالنسبة لعملية التصنيع، وحصة الشريك البريطاني "بي إيه إيه سيستم"، الذي يتولى صنع أجنحة الطائرات، في الشركة الجديدة. وتقرر أن يتم تجميع الطائرة العملاقة في المقر الفرنسي ل"إرباص" في مدينة تولوز، وان يتم صنع تجهيزاتها الداخلية وطلاؤها في هامبورغ في المانيا. وسيبدأ تصنيع هذه الطائرات في الربع الأخير من السنة الجارية، بحيث يتم وضع أولى النماذج منها في الخدمة بحلول نهاية سنة 2005. ويفترض ان يسمح أ ف ب حجم الطائرة المؤلفة من ثلاث طبقات طبقتان للركاب وثالثة للحقائب وتضم صالات للرياضة والراحة، لشركات الطيران الراغبة في ذلك ان تقدم لركابها تسهيلات داخلية لا سابق لها على الرحلات الطويلة. وعند اطلاقها سيكون اسم الطائرة التجاري "ايه 3". وستتمكن هذه الطائرة العملاقة الاضخم من "بوينغ 747" 400 راكب من نقل ما بين 480 و650 راكباً. وبدأت "بوينغ" تفكر بانتاج طائرة منافسة لها وهي تعتزم اطلاق السنة الجارية تصميماً جديداً لطائرة "747" قادرة على نقل 500 مسافر. ومن الناحية المالية تتطلب طائرة "ايه -3 إكس إكس" استثمارا تراوح قيمته بين 10 و12 بليون دولار 7،10 و13 بليون يورو. ومن الناحية التقنية، يتعين تجهيز المطارات لاستقبال طائرات من طبقتين. وستسمح هذه الطائرة التي تقدر كلفة كل واحدة منها بما يراوح بين 213 و246 مليون دولار، للشركات المهتمة بشرائها بالحصول على استثمار في المقعد الواحد يقل بنسبة 15 في المئة عن الاستثمار في مقعد "بوينغ 747" اكبر طائرات "بوينغ". وستكون طائرة "ايه 3 إكس إكس-100" اولى طائرات موديل "ايه 3 إكس إكس" التي تدخل الخدمة سنة 2005. وهي مجهزة ب555 مقعداً موزعة على ثلاث طبقات، قادرة على عبور مسافة 14200 كيلومتر من دون توقف. وسيتم انتاج نموذج لرحلات اطول 16200 كيلومتر وهي "ايه 3 إكس إكس 100آر". أما بالنسبة للشركة التي ستنبثق عن "إرباص" بعد تعديل وضعيتها القانونية، فقد أعلن أنها ستحمل اسم "ايه أي سي" "إرباص انتغريتد كومباني"، وان مقرها الرئيسي سيكون تولوز. وتتوزع أسهم الشركة الجديدة على الشكل التالي: 80 في المئة للشركاء الفرنسيين والألمان والاسبان الذين سيندمجون في إطار مجموعة واحدة هي "اي ايه دي إس" و20 في المئة للشريك البريطاني. وسيتولى المدير الإداري لمجموعة "إرباص" نوبيل فورجار منصب المدير العام في الشركة الجديدة. ويعتبر المسؤولون عن المجموعة ان هذا التحول في إطار هيكليتها، سيعزز مرونتها وبالتالي قدرتها التنافسية في مواجهة "بوينغ". كما أنه سيضفي المزيد من الوضوح على حساباتها وأوضاعها المالية. ومن المقرر أن تطرح أسهم الشركة الجديدة في البورصة ابتداء من تموز يوليو المقبل. وفي الوقت الذي رحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك بما أعلنته المجموعة أمس، قال وزير النقل الفرنسي جان كلود غيسو إن اطلاق برنامج التصنيع سيساعد على انشاء 10 آلاف وظيفة جديدة في فرنسا. إلى ذلك، قدر أحد المسؤولين في المجموعة ان البدء في تصنيع الطائرة العملاقة، سيغطي نفقاته ويبدأ تسجيل الأرباح في غضون 9 أو عشر سنوات، أي بعد بيع نحو 250 من هذه الطائرات.