اعلنت حركة "طالبان" أمس ان قواتها عززت مواقعها في مدينة طالقان الاستراتيجية شمال أفغانستان، التي استولت عليها وطردت منها قوات المعارضة الأفغانية، بقيادة الجنرال أحمد شاه مسعود، مما يشكل الانتصار الأهم في اطار العمليات العسكرية الأفغانية منذ سقوط عاصمة الشمال مزار الشريف قبل سنتين. ولم يفاجىء هذا الاعلان المراقبين الذين اعتادوا الكر والفر في الحرب الافغانية، بمقدار ما كانت المفاجأة استعجال موسكو نفي صحة الاعلان، مما اعتبر مؤشراً الى رغبة روسيا في العودة الى لعب دور في افغانستان، خصوصاً بعد استقبالها رموز المعارضة اخيراً. و تحدثت مصادر "طالبان" عن تقدم قواتها في اتجاه الحدود مع طاجيكستان، ووصولها الى ابواب ولاية بدخشان، مسقط رأس الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني. لكن رئيس الأركان الروسي اناتولي كفاشنين قال ان معلوماته تفيد العكس، وان "طالبان تواجه اخفاقات" في اشتباكات مع التشكيلات التابعة للمعارضة، فيما اكد الجنرال اليكسي كوجيفنيكوف نائب القائد العام للقوات الروسية المرابطة على الحدود الأفغانية - الطاجيكية، ان قوات مسعود "ستتمكن من الصمود في طالقان". وفي ظل امتناع مصادر المعارضة عن التعليق على اعلان "طالبان"، ظل الوضع مبهماً في الشمال الافغاني، علماً ان سقوط طالقان يغلق طرق الامدادات امام قوات مسعود، ويشكل احراجاً لرباني الذي يمثل بلاده الآن في قمة الألفية في نيويورك. واستبعد مراقبون أن تتمكن الحركة من تطهير مواقع المعارضة قبل حلول الشتاء الذي يعيق اي عمليات عسكرية، خصوصاً أن ولاية بدخشان تعد حصناً جبلياً قوياً في شمال شرقي البلاد. وافادت مصادر محايدة ان "طالبان" فقدت عشرات من مقاتليها خلال الأسابيع الماضية في معارك عنيفة للسيطرة على طالقان، على رغم غارات جوية مكثفة نفذتها طائراتها، مما أدى الى موجة نزوح من المدينة. واعلنت مصادر الحركة انها اسرت 80 مقاتلاً تابعين لخصومها.