لندن، أوسلو - "الحياة"، رويترز - قفزت اسعار النفط في بورصة النفط الدولية صباح أمس ليتجاوز خام القياس البريطاني حاجز 32 دولاراً للبرميل وسط تقارير بأن المضاربين يستغلون نقص الامدادات في الاسواق ويدفعون بأسعار النفط الى أعلى مستويات ممكنة قبل اجتماع وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في فيينا يوم الاحد المقبل. وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الأول أكتوبر بعد ظهر أمس 32.47 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 63 سنتاً على سعر الاقفال يوم الجمعة الماضي. وكان سعر خام القياس الاميركي "غرب تكساس" تسليم الشهر نفسه سجل 33.38 دولار للبرميل في الاقفال الاخير. وأعلنت امانة منظمة "أوبك" أمس ان سعر خامات نفط "أوبك" السبعة واصل الارتفاع يوم الجمعة الماضي ليصل الى 31.73 دولار للبرميل مقابل 31.71 دولار يوم الخميس. وبذلك يظل السعر فوق مستوى 28 دولاراً ليوم العمل الخامس عشر على التوالي. وتشترط "أوبك" ان يبقى السعر فوق هذا المستوى لمدة 20 يوم عمل متتالية قبل بدء تنفيذ آلية ضبط الاسعار، التي تم الاتفاق عليها بصفة غير رسمية وتقضي بزيادة الانتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً. واذا استمرت اسعار النفط على مستوياتها الحالية سيحل اليوم العشرون يوم الجمعة المقبل. وقال محللون ان الاسواق لم تتأثر من اعلان السعودية الاسبوع الماضي انها ستسعى مع شركائها في "أوبك" الى "زيادة مناسبة" في الانتاج لخفض الاسعار. واشار محللون الى ان اسعار النفط ظلت مرتفعة خلال السنة الجارية على رغم ان "أوبك" رفعت الانتاج خلال السنة الجارية بمقدار 2.4 مليون برميل يومياً على مرحلتين. وأضافوا ان الزيادة المتوقعة من "أوبك" خلال اجتماع المنظمة المقبل لن تكون كافية لكبح الاسعار. ويجمع وزراء نفط "أوبك" يوم الاحد المقبل في فيينا وهو يوم الذكرى الاربعين لمولد المنظمة التي تأسست في 10 أيلول سبتمبر عام 1960 في بغداد. وفي اوسلو، أعرب وزير النفط الفنزويلي رئيس "أوبك" الحالي علي رودريغيرز أمس عن ثقته في ان "أوبك" ستتحرك لكبح جماح اسعار النفط المرتفعة. ولكنه قال ان من واجب الدول المستهلكة ايضاً الاسهام في اشاعة الاستقرار في أسواق النفط. وقال رودريغيز بعد محادثات مع وزير النفط النروجي اولاف اكسلسن: "انني مقتنع باننا سنرى خطوات ضرورية لتحقيق الاستقرار في السوق". ورداً على سؤال عما اذا كانت "أوبك" ستبحث في زيادة الانتاج باكثر من 500 ألف برميل يومياً قال رودريغيز، الذي يقوم بزيارة مدتها ثلاثة أيام للنروج، انه ليس بوسعه التحدث باسم "أوبك". واعاد تأكيد وجهة نظره في ان تحركات اسعار النفط تعتمد ايضاً على عوامل من بينها اختناقات المعروض في الغرب والمضاربة في الاسواق الدولية للتعاقدات الآجلة وارتفاع الضرائب على المستهلكين. وقال اكسلسن: "نحن متفقون على اهمية الاستقرار في السوق فيجب تفادي الاسعار المنخفضة اكثر من اللازم او المرتفعة اكثر من اللازم". والنروج ليست عضواً في "أوبك" وكرر وزيرها ان بلاده لا تستطيع زيادة معروضها النفطي لانها تنتج حالياً باقصى طاقتها الانتاجية البالغة حالياً 3.2 مليون برميل يومياً. وتخشى الدول الصناعية ان يؤدي ارتفاع النفط، الذي تضاعف ثلاث مرات من نحو عشرة دولارات الى نحو 32 دولاراً للبرميل خلال ال18 شهراً الماضية، الى تأجيج الضغوط التضخمية عن طريق زيادة تكاليف الانتاج. وكانت مخاوف نقص الامدادات في الولاياتالمتحدة السبب وراء ارتفاع سعر خام "برنت" في الشهر الماضي الى مستوى قياسي السنة الجارية مقداره 32.80 دولار للبرميل، وهو اعلى مستوى يسجله "برنت" منذ عشرة أعوام. وفي الجزائر قال وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ان اعضاء "أوبك" يعدون لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتحقيق الاستقرار في السوق. وأضاف خليل في تصريحات أول من أمس ان "أوبك" ملتزمة السعر الذي تهدف اليه وهو 25 دولاراً للبرميل، مشيراً الى ان تخفيض الاسعار الى هذا المستوى ليس بالمهمة السهلة لأن "أوبك" لاتتوافر لديها معلومات دقيقة عن ظروف السوق. لكنه أكد ان وزراء "أوبك" سيبذلون قصارى الجهد للتوصل الى اجماع على آلية للانتاج في اجتماعهم في فيينا موضحاً ان الوزراء سيناقشون الموقف في السوق ويتبادلون وجهات النظر في شأن العرض والطلب وكذلك مستويات المخزون والاحتياط والمضاربات.