أظهرت قمة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك التي أنهت اعمالها أمس في كاراكاس، اثر جلسة مغلقة لقادة الدول الاعضاء في المنظمة، تغيراً واضحاً في موقف الدول الاعضاء في شأن تحقيق اسعار نفط معتدلة في الاسواق العالمية، اذ أكدت علناً عزم دول "أوبك" على انتهاج سياسات نفطية تهدف الى تحقيق الاستقرار في الاسواق والحوار مع الدول الصناعية. وجاء تأكيد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ان السعودية مستعدة كل الاستعداد لزيادة انتاجها لتخفيض اسعار النفط بمثابة تذكير للعالم باستمرارية سياسة السعودية، اكبر منتج للنفط في العالم، التي تهدف الى تحقيق الاستقرار في الاسواق النفطية. والجديد الذي اظهرته القمة هو ان "الصقور" بين الدول الاعضاء، مثل الجزائر وليبيا وايران والعراق، التي كانت تشدد دائماً على رفع الاسعار، غيرت لهجتها الى تأكيد حرصها على تحقيق اسعار نفط معتدلة ومناسبة للمنتج والمستهلك. وكان ذلك واضحاً في خطابات الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة واللواء مصطفى الخروبي الذي ترأس الوفد الليبي والرئيس الايراني محمد خاتمي ونائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان. وأظهرت القمة حرص جميع الدول الاعضاء في المنظمة على الا تكون سياستها النفطية مواجهة مع المستهلك. فالكل أكد على ضرورة الحوار البناء بين الدول المنتجة والمستهلكة. وقال وزيرالنفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح "ان توازن واستقرار السوق مسؤولية مشتركة بين المنتج والمستهلك، ما يحتم بذل جهود بناءة للحوار وانتهاج آليات فعالة للتعاون بين الجانبين". كما دعا أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مداخلة خلال اجتماع قادة "أوبك" الى وضع آلية مناسبة لاستقرار اسعار النفط بمستويات تحافظ على القيمة الشرائية له ومناقشة هذا الاقتراح مع الدول المستهلكة والمنتجة في منتدى الحوار بين الجانبين الذي سيعقد في الرياض في 17 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأولى زعماء "أوبك" اهتماماً كبيراً بموضوع البيئة واظهروا حرصهم على الحفاظ على البيئة في سبيل تحقيق حياة أفضل لشعوبهم، مع التركيز على ضرورة مشاركة دول "أوبك" في محادثات البيئة العالمية التي بدأت في مؤتمر كيوتو في اليابان. وكان واضحاً خلال القمة ان الدول الاعضاء في "أوبك" تحرض على اقامة علاقات متعددة الاطراف عبر منظمة التجارة الدولية. كما كثر الحديث عن شفافية الاسواق من جانب المنتجين والمتعاملين في الاسواق والشركات.