هوجة سينمائية مسرحية عشوائية تجتاح مصر هذه الأيام، وتنافس في ضراوتها موجات الحر المتلاحقة التي تضرب البلاد. فها هي مصارعة حامية بين ملوك الكوميديا الشباب، وعلى رأسهم "الصعيدي" "همام" أو محمد هنيدي في فيلمه الحالي "الواد بيليه ودماغه العالية"، وهو "الفتى" الذي اخترق قلوب ملايين المصريين بسرعة الصاروخ معتمداً على خفة ظله وتكوينه الجسماني الضئيل. وهناك من اعتمد على تكوينه الجسماني أيضاً، لكنه تكوين ضخم هذه المرة للنجم الشاب علاء ولي الدين الذي يحاول منافسة زميله هنيدي بفيلمه "الناظر". أما احمد آدم، فيبدو ان النجاح لم يحالف فيلمه "شجيع السيما" الذي اختفى من دور العرض. وينضم الى حلقة المنافسة بعد أيام الفنان الشاب أحمد السقا مستقلاً هذه المرة بنفسه عن هنيدي بفيلمه "شورت وقانلة وكاب". ومن السينما الى المسرح - الذي ينافس الأفلام السينمائية الصيفية - على لقب "الأعمال قصيرة العمر"، وتشير عناوينها الى دخول جهاز الرقابة فترة البيات الصيفي. ففي الوقت الذي تؤكد اعلانات مسرحية "هلا هطة وبراكوتة" بطولة وائل نور وحنان شوقي أنها "من أجل سعادة الطفل والأسرة"، تعد فرقة محمد نجم المسرحية بأن "آي آند يو حانجننوه". وعلى رغم ان الرئيس الأميركي بيل كلينتون رأى أن ينهي علاقته بمونيكا لوينسكي، الا ان الفنانين في مصر لهم رأي آخر وهو ما يتضح باستمرار عرض "كيمو والفستان الأزرق" للفنان يحيى الفخراني. و"أنا ومراتي ومونيكا" لسمير غانم. أما مسرحية "حلو وكداب" فهي تعيد تقديم الفنانة المعتزلة العائدة شيرين سيف النصر والكوميدي الشاب اشرف عبدالباقي الذي جانب النجاح تجاريه السينمائية. الفنان أحمد بدير قصر تجاربه منذ فترة على المسرح، وها هو يقدم "شقع بقع" هذا الموسم، ربما في محاولة للمراهنة على غريزة حب الاستطلاع التي قد تدفع الجمهور الى مسرحه للكشف عن معنى الاسم. أما الفنان ابراهيم نصر، فقد استثمر نجاح تقمصه شخصية "زكية زكريا" في برنامج "الكاميرا الخفية" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، في مسرحية تحمل الاسم نفسه، وإن اضاف اليها "والعصابة المفترية" للحفاظ على السجع. الفنانان هنيدي وآدم مستمران في عرض مسرحيتهما "عفروتو" و"حودة كرامة" وإن كان آدم يحاول تعويض تفوق هنيدي عليه سينمائياً بضخ كم هائل من الشابات المقبلات بإخلاص وحزم شديدين على الملابس الصيفية جداً، وهناك "الواد ابرة بتاع شبرا" لمجموعة من الفنانين المغمورين. ولم يبق سوى الزعيم عادل امام الذي يواصل عرض "بودي غارد" بهدوء وثقة في استمرار زعامته وان كانت عن بعد. كذلك الفنان محمد صبحي الذي استهواه النحت في الصخر، فهو يقدم ثلاث مسرحيات "محترمة" اسبوعياً هي "سكة السلامة 2000" و"كارمن" و"لعبة الست" وهي بمثابة قبلة الحياة للكيان الفني في مصر.