من يتجول في مدريد، خلال الليل والظهيرة، حين تقل حركة الناس نسبياً، وخصوصاً في الحدائق العامة مثل حديقة الربتيرو وبعض الأحياء المركزية مثل أنتونيو مارتين وشويكا وسول وبلازا دي اسبانيا، يسمع في كثير من الأحيان صراخ اليابانيين واليابانيات، الذين لا يتكلمون اللغة الاسبانية، ينادون "بوليس، بوليس"... ويرَ بعض السارقين يركضون بعدما سرقوا محافظ كان يحملها اليابانيون. وتتكرر هذه الحوادث يومياً من الأجانب عموماً واليابانيين خصوصاً، لأن لليابانيين سمعة باهرة في الغنى، إذ كثيراً ما يحملون أموالاً كثيرة وأغراضاً شخصية مهمة، إضافة الى أهمية جوازات سفرهم بالنسبة الى أشخاص من جنسيات معينة، مثل الصينيين، فتستغل ذلك بعض المافيات، فضلاً عن كونهم قصيري القامة وملامح وجههم مميزة، ومسالمين عند تعرضهم لحالات سرقة. وعلى رغم كثرة عديد الشرطة الاسبانية المنتشرة في المناطق المستهدفة، تتكرر الحوادث نتيجة خبرة السارقين وعدم امتلاك الشرطة صلاحيات كثيرة، كما هي الحال في غالبية البلدان، وجهل السياح اليابانيين الوضع الأمني للسياح، وعدم معرفتهم أنهم أهداف واضحة للسارقين الذين يخاطرون كثيراً كون غالبيتهم من الأجانب غير النظاميين الذين دخلوا اسبانيا بطرق ملتوية. وهذا الأمر معروف بالنسبة الى الاسبان والأجانب المقيمين في مدريد، إذ يكثر الحديث عن هذا الموضوع، وقد أشارت اليه صحف عدة، منها صحيفة "مدريد" في مقال عن حديقة الربتيرو التي تحظى الآن بشعبية كبيرة لدى المدريديين الذين يزورونها كثيراً خلال الربيع والصيف، وخصوصاً أيام العطل والأعياد الرسمية.