عرفت مصر التنظيم الاكاديمي لفن الموسيقى عام 1935 من خلال معهد عالٍ يجمع بين الموسيقى العربية والغربية، ثم تحول الى كلية اختصاصية في عام 1975 على يد المرحوم الدكتور محمود الحفني. وكلية التربية الموسيقية التابعة لجامعة حلوان لا تقتصر أهميتها على الدراسة الأكاديمية لفن الموسيقى تأليفاً وتلحيناً، وأيضاً في الأداء عزفاً وغناءً، وإنما تتمثل في مكتبتها الضخمة التي تعد فريدة من نوعها في المنطقة العربية لما تحتويه من تراث موسيقي عربي وعالمي لكل الباحثين والمهتمين بالموسيقى. وتؤكد عميدة الكلية أميرة فرج أن الكلية تضم مركزاً ثقافياً يعد الأكبر من نوعه، ليس على مستوى المنطقة العربية، بل على مستوى الشرق الأوسط، وذلك من واقع خبرة علمية بالمكتبات المثيلة في المنطقة، ويضم المركز مكتبة صوتية للألحان العالمية وأخرى للموسقى العربية، حيث كل شرائط الأدوار والمواويل القديمة والألحان الحديثة، وهي مكتبة تعليمية لطلاب الكلية، كما تستقبل الباحثين والمهتمين بالموسيقى والراغبين في تسجيل أية ألحان يرغبون فيها، وذلك في مقابل رسم بسيط. وهناك المكتبة البصرية، وهي مكونة من أقسام عدة وأهم محتويات المدونات الموسيقية العالمية والعربية ومنها 17 ألف نوتة ومدونة موسيقية أجنبية، و9 آلاف نوتة موسيقية عربية أكثرها مدون باليد. وتحتوي المكتبة مجموعة هائلة من الرسائل والأبحاث العلمية، منها ما يتعلق بتاريخ الموسيقى العربية، مثل كتاب "الأغاني" للأصفهاني وموسيقى الكندي والموسيقى في العصر الأندلسي، بالإضافة الى دراسات عن الموسيقيين المعاصرين مثل محمد عبدالوهاب، وهناك مجموعة من القواميس والموسوعات، منها قاموس المؤلفين الموسيقيين، وأعمالهم من تشايكوفسكي الى الكلاسيكيات الحديثة، وكذلك قاموس غروف لموسيقى الجاز، وموسوعة غينيس للموسيقى الشعبية. أمهات الكتب وتوجد مجلدات ضخمة من الموسيقى العربية، منها كتب التراث مثل "مروج الذهب" للمسعودي، ومجلدات "الأذن ترى والعين تسمع" لثروت عكاشة، وكذلك مطبوعة "القاموس الموسيقي" التي صدرت عن دار الأوبرا المصرية عام 1992 بإشراف رئيس الأوبرا السابق ناصر الأنصاري وضمت المصطلحات الموسيقية المتداولة باللغات الانكليزية والفرنسية والايطالية والألمانية واليونانية والعربية. وتحوي المكتبة مجموعة من الرسائل والدراسات التي يقدمها أساتذة الكلية والتي تستهدف خدمة الإبداع الموسيقي، ومنها ما يتصل بالمجتمع ويستهدف تنميته، مثل دراسة عن علاقة الموسيقى باضطرابات الجهاز الهضمي وتخفيف آلام الولادة، ومجموعة من الدراسات حول استخدام الموسيقى في تنمية مهارات الأطفال ذوي الحاجات الخاصة. وتفتح كلية التربية الموسيقية المجال للدراسات الحرة للموسيقى لكل الأعمار من الصغار والكبار والشباب، إيماناً بدورها في تنمية الحس الموسيقي في المجتمع. وتقول فرج إن الكلية تنظم مؤتمراً سنوياً بمثابة ملتقى فكري للأكاديميين الموسيقيين والمبدعين لتبادل الأفكار والتجارب وذلك في شأن القضايا والاتجاهات الرئيسية ومحاولة تحديث التربية الموسيقية لمواكبة عصر المعلوماتية، إضافة الى تقديم إبداعات موسيقية في ميادين التعليم والتدريس والتدريب والتأليف، لا سيما أن الكلية تقدم من خلال المؤتمر حفلات سنوية تعرض مواهب الطلاب من خلال فريق الكورال والموسيقى النحاسية وفريق الموسيقى العربية الذي يقدم أغاني التراث، وفرقة العندليب التي تقدم الأغاني المعاصرة. يذكر أن الكلية تحوي قسم النظريات والتأليف، ويدرّس فيه تاريخ الموسيقى العربية، وعلم موسيقى الشعوب، وعلم الآلات ومذاهب النقد الموسيقي وعلم الاجتماع الموسيقي، كذلك قسم الموسيقى العربية ويدرس أساسيات الموسيقى العالمية والإيقاع والتعبير الحركي، وقسم الاداء ويدرس الغناء وتدريب الصوت وغناء المجموعات.