توقع وزراء الصحة والزراعة والمياه والشؤون البلدية والقروية في السعودية ان تفلح الجهود المبذولة في مكافحة مرض "حمى الوادي المتصدع" المنتشر جنوب غرب البلاد، خصوصاً في منطقة جازان، في القضاء علي المرض نهائياً "خلال الاسابيع القليلة المقبلة". وفي الدوحة اعلنت السلطات القطرية المخاصة انها اتخذت "اجراءات وقائية موقتة" على رغم عدم ظهور "الحمى" في قطر، وذلك في انتظار القضاء على المرض في المنطقة. وقالت وزارة الصحة ان الظروف المناخية في قطر لا تلائم انتشار مثل هذه الامراض. وشملت الاجراءات منع استيراد الحيوانات الحية واللحوم من المناطق الموبوءة. واعلن وزير الصحة السعودي اسامة شبكشي في مؤتمر صحافي عقده الوزراء الثلاثة في جازان عقب جولة تفقدية في المنطقة آخر الاحصاءات الرسمية عن الوفيات والاصابات حتى ظهر امس فبلغت 113 حالة بينها 24 حالة وفاة، و19 حالة خرجت معافاة من المستشفيات، وتوزعت كالآتي: 64 حالة في مدينة جازان، و15 في العارض، و7 في صبيا، و6 في صامطة، و4 في بيش، وحالة واحدة في كل من الدرب وفيفا تابعتان لمنطقة جازان، وشملت 82 رجلاً و16 امرأة، وتبين وجود 75 حالة لسعوديين و23 حالة ليمنيين. كما شمل الرقم وفقاً للوزير السعودي 9 حالات في منطقة عسير، وخمس حالات في القنفذة تابعة لمنطقة مكةالمكرمة، وحالة واحدة في نجران انتقلت من جازان. ونفى شبكشي انتشار حالات الملاريا في المنطقة، مشيراً الى اصابة واحدة لطفل عمره سبع سنوات رصدت في المنطقة. من جهته اوضح وزير الزراعة والمياه عبدالله المعمر ان اكثر من 10 آلاف رأس من الماشية نفقت وان نحو 16 الفاً مصابة. راجع صفحة 11 وقال المعمر ان المرض لم يتسرب عن طريق المنافذ المعروفة لدخول الاغنام والماشية "إذ ان كل الارساليات التي فحصت كانت خالية ولم يرصد فيها اي حالات اشتباه"، واضاف: "وجدنا في حظائر مربي الماشية اغنام محلية نافقة، وتبين انها اغنام جلبت من اليمن عن طريق الحدود وليس عن طريق المنافذ الشرعية وحصل بينها نفوق وموت وانتقل الي الاغنام المحلية". وطالب المعمر الجهات المختصة بتكثيف الرقابة على الحدود، مؤكداً ان هذه هي المرة الاولى التي يخرج فيها فيروس هذا المرض من افريقيا التي يستوطن بعض بلدانها منذ العام 1930. وهو ما ذهب اليه وزير الصحة الذي اكد ان منظمة الصحة العالمية "لم تصدقنا حتى بعثنا اليها تقارير مركز الامراض المعدية في اتلاتنا في الولاياتالمتحدة، التي صادقت على تشخيص الفريق الطبي السعودي المكون من الجامعات والمستشفيات الذي اكد ان الفيروس هو لحمى الوادي المتصدع". على الصعيد ذاته قال ل "الحياة" فني صيدلي يعمل في مستشفى جازان انه اشتبه بوجود الفيروس قبل نحو عامين وارسل تحذيراً الى وزارة الزراعة والمياه "التي اجرت تحقيقاً روتينياً حينها ولم تعطها الاهتمام الكافي". وقال احمد معوضة حكمي ان هناك محجرين بيطريين في جازان يعمل فيهما 6 - 7 اطباء بيطريون، احدهما في الميناء والآخر على منفذ "الطوال"، ولا يستطيعان فحص الكمية الكبيرة المستورد عن طريقهما وتقدر بما يزيد على 70 في المئة من اجمالي الماشية الداخلة الى السوق السعودية. من جهته اكد وزير الزراعة ان وزارته تلقت هذا التحذير، وانها تعاملت معه بالشكل المطلوب في حينها، في اشارة الى عدم وجود رابط بينه وبين انتشار الحالة هذه الايام. ولم يخف وزير الزراعة قلقه من معاودة انتشار البعوض بعد الانتهاء من حالات الرش التي تقضي على اليرقات "مع ظهور البويضات مجدداً في المستنقعات"، مؤكدا ان هناك خشية من انتقال المرض الى بقية المحافظات السعودية "وهو ما نعمل علي محاصرته بعمليات الرش الدائمة والمكثفة".