سيدني - أ ف ب - تقاسم السباحان الاميركيان غاري هول جونيور وانطوني ارفين ذهبية سباق 50 م حرة ضمن دورة الالعاب الاولمبية الحالية في سيدني بتسجيلهما 98،21 ثانية، وحل الهولندي "الطائر" بيتر فان دن هوغنباند ثالثاً 02،22ث ونال الميدالية البرونزية. وفقد الروسي الكسندر بوبوف لقبه الثاني على التوالي بعد سباق 100م، بعدما حل سادساً، مسجلاً 24،22 ثانية، علماً بأنه حل ثانياً في نصف النهائي خلف فان دن هوغنباند. وكان بوبوف احرز اللقبين الاولمبيين لسباقي 50م و100م حرة في دورتي الالعاب الاولمبيتين في برشلونة 1992 واتلانتا 1996، وفشل بالتالي في الانضمام الى الاسترالية دون فرايز والمجرية كريستينا ايغيرزيغي اللتين فازتا بثلاثة القاب اولمبية على التوالي. وتبقى الترضية الوحيدة لبوبوف احتفاظه بالرقم العالمي للسباق، وهو 64،21 ث، الذي سجله في حزيران يونيو الماضي. وهي المرة الثانية التي يحرز فيها سباحان اميركيان ميدالتين بالتساوي بعد الاميركيتين دارا توريس وجيني طومسون اللتين حلتا في المركز الثالث لسباق 100 م حرة. وحقق هول، الذي اصيب بداء السكري بعد احرازه فضيتي سباقي 50 م حرة و100م حرة في دورة العاب اتلانتا السابقة خلف بوبوف، عودة رائعة الى الاحواض في الدورة الاولمبية الحالية التي اضاف فيها الى ذهبية50م حرة، فضية سباق البدل 4 × 100 م مع منتخب بلاده، وبرونزية سباق 100 م حرة. وبالتطرق الى الهولندي فان دن هوغنباند الذي اعلن انه غير متحمس لسباق 50 م بعد لقبيه الاولمبيين في 200 م و100 م حر، فانه اضاف ميدالية برونزية الى رصيده، علماً بانه احرز مثلها مع منتخب بلاده في سباق البدل 4× 200 م، وحطم رقمين عالمين في سباقي 200 م حرة 35،45،1 د في نصف النهائي قبل ان يعادله في النهائي، و100 م حرة 84،47 ث في نصف النهائي. واحرزت الرومانية ديانا موكانو ميداليتها الذهبية الثانية، بعد الاولى في سباق 100 متر ظهراً، بفوزها بسباق 200 م ظهراً مسجلة 16،08،2 د متقدمة على الفرنسية روكسانا ماراسيناو 25،10،2 د واليابانية ميكي ناكاو 05،11،2 د. وفرضت موكانو نفسها بالتالي كاختصاصية كبرى في سباحة الظهر، لتخلف بجدارة البطلة الاولمبية السابقة المجرية كريستينا اغيرزيغي على هذا العرش. واحرزت الاميركية بروك بينيت ذهبيتها الثانية على التوالي، بعد الاولى في سباق 400م حرة، في سباق 800 م حرة مسجلة 67،19،8 د امام الاوكرانية يانا كلوتشكوفا 66،22،8د والاميركية كايتلين ساندينو 29،24،8د. وحقق السويدي لارس فرولاندر مفاجأة من العيار الثقيل باحرازه ذهبية 100 م فراشة 00،52 ث امام الاسترالي مايكل كليم 18،52ث والالماني جيف هيغيل 22،52ث. وكان فرولاندر، بطل اوروبا في هلسنكي في حزيرانيونيو الماضي، متخلفاً في منتصف السباق، لكنه استدرك في الامتار الاخيرة ونجح في احراز اللقب. وهي المرة الثانية على التوالي التي يفشل فيها كليم، حامل الرقم العالمي في هذا السباق في الصعود الى قمة منصة التتويج في دورة الالعاب الاولمبية الحالية، بعدما كان حل رابعاً ايضاً في سباق 100م حرة قبل يومين . ولدى السيدات، حطمت الهولندية اينجي دي بروين الرقم القياسي العالمي الثالث في سيدني في سباق 50م حرة مسجلة 13،24 ثانية في تصفيات الدور نصف النهائي. وكان الرقم العالمي السابق في حوزة دي بروين ايضاً، ومقداره 39،24 ث سجلته في 10 حزيران يونيو الماضي في ريو دي جانيرو. وسبق لبروين، التي ابهرت المتتبعين منذ الربيع الماضي بارقامها القياسيةالمتتالية، ان حطمت رقميها العالميين لسباقي 100 م حرة 77،53ث في نصف النهائي، و200 م حرة 61،56ث في النهائي. واخفقت السباحة المصرية رانيا علواني في بلوغ الدور النهائي لسباق 50م حرة، عندما حلت في المركز الخامس عشر مسجلة 95،25 ثانية. وهي المرة الثالثة التي تفشل فيها علواني في بلوغ نهائي احدى السباقات في دورة الالعاب الاولمبية الحالية، بعد سباقي 200 م الذي سجلت فيه رقماً قياسياً افريقياً جديداً مقداره 93،01،2د، و100 م حرة بحلولها في المركز الحادي عشر. ولم تكن مهمة علواني سهلة عموماً في نصف النهائي بسبب مشاركة افضل السباحات العالميات، وهن الى الهولندية اينجي دي بروين، السويدية تيريزا الكمار، صاحبة ثاني افضل زمن في نصف النهائي 80،24ث والاميركيتان دارا توريس وايمي فان ديكن والالمانية ساندرا فولكر والبريطانية اليسون شيبرد والسلوفاكية مارتينا مورافكوفا والاسترالية سوزان اونيل، علماً بان الاخيرة فشلت بدورها في بلوغ النهائي. ولعبت الصدفة دوراً في افراز احد ابطال سيدني، فلانه لم يستسلم لواقع افتقاده اسلوب السباحة المقبول، والذي كان تعلمه في احد انهر بلده غينيا الاستوائية في بداية العام الحالي فقط، تحول اريك موسامبيني الى السباح الاكثر اجتذاباً للاضواء في منافسات السباحة في سيدني. وفرض ذلك الواقع الغريب بنيله تهنئة الجميع على تسجيله الزمن الابطء في تاريخ سباق 100 متر حرة في تاريخ دورات الالعاب الاولمبية، ومقداره 52،1 دقيقة، اي اقل بدقيقة عن الزمن العادي في هذا السباق. وهو سجله بمفرده بعد استبعاد السباحين الآخرين في مجموعته، في حين بلغ تقدير البعض له حد تكريمه باعتباره ظاهرة حقيقية ترمز الى الارادة الانسانية التي تسعى الى اثبات الذات على رغم الصعوبات. وفي الاطار الاخير بادر اعضاء المنتخب الالماني للسباحة الى دعوة موسامبيني الى العشاء في سفينة عائمة قامت بجولة حول مرفاء سيدني بعد المنافسات، كما اصر السباح الاسترالي الشهير ايان ثورب على مصافحته في سبيل تشجيعه، في حين اهدته شركة "اديداس" بذلة سباحة، وطلبت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمرئية من مختلف انحاء العالم اجراء مقابلات معه، ومن بينها مجلة "تايمز" العالمية، وشبكة ال"ان بي سي" التلفزيونية الشهيرة. واثار موسامبيني ايضاً اعجاب الجمهور الكبير لدرجة ان كثيرين تهافتوا عليه لدى رؤىتهم اياه على شاطىء البحر اثناء جولته مع المنتخب الالماني، وطالبوا بالحصول على توقيعه، علماً بأنه كان يشاهد البحر للمرة الثانية في حياته! وأعلن موسامبيني، وهو طالب في ال22، انه فخور بانجازه، وقال: "لقد عانيت كثيراً لانهاء السباق خصوصاً في الامتار الخمسين الاخيرة، لكن الجمهور شجعني لدرجة اعتقادي بأن احرزت الميدالية الذهبية فعلياً". وكشف موسامبيني انه تلقى زيارة من مثاله الاعلى السباح الاسترالي مايكل كليم في القرية الاولمبية، لكنه اسف لعدم وجود الكاميرا معه من اجل تصوير هذه اللحظة الخالدة.