مانيلا - أ ف ب، رويترز - تصاعد التوتر بين مانيلا وباريس امس، إثر التحذير الذي وجهه الرئيس الفيليبيني جوزف استرادا الى نظيره الفرنسي جاك شيراك، طالباً من الاخير عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، على خلفية ازمة الرهائن في جزيرة جولو. وجاء ذلك في وقت اعلن الناطق باسم الرئاسة الفيليبينية ان عسكريين شاهدوا أول من أمس بعض الرهائن احياء وبينهم الرهينة الاميركي المحتجز مع 22 آخرين لدى مجموعة "ابو سياف" في جزيرة جولو جنوب. لكن المصادر الفيليبينية لم تدل بمعلومات عن الصحافيين الفرنسيين المحتجزين لدى المجموعة. وكان قرار مانيلا شن الهجوم الذي دخل امس يومه الرابع على الخاطفين، أثار استياء فرنسا التي ابدت تخوفها على مصير الرهائن. وقال استرادا للصحافيين رداً على سؤال حول ما اذا كان على اتصال بالرئيس الفرنسي: "لا داع للتحدث مع شيراك وهو ليس لديه اي سبب للتدخل في شؤوننا". ولم تكف باريس من جهتها في الايام الاخيرة عن التعبير عن استيائها الشديد للخيار العسكري الذي انتهجه الرئيس الفيليبيني بدلاً من التفاوض مع مجموعة "ابو سياف". وجاء تحذير استرادا في وقت تنامى القلق في باريس على مصير الصحافيين العاملين في محطة التلفزيون الفرنسية الثانية، جان جاك لوغاريك ورولان مادورا، المحتجزين لدى "ابو سياف" منذ تموز يوليو الماضي، خصوصا بعد رفض الرئيس الفيليبيني عرضاً لوقف اطلاق النار مع هذه المجموعة المتطرفة في جنوب الارخبيل. لكن هذا التحذير الذي يهدف على ما يبدو، الى اظهار تصميم استرادا على مواصلة تحركه ضد المتمردين امام الراي العام الفيليبيني، قد يثير مجدداً الجدل مع باريس حول السبل الكفيلة بوضع حد لأزمة الرهائن. وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اكد اول من امس ان على سلطات مانيلا ان "تبذل كل ما بوسعها لتفادي ان تمس العمليات التي يشنها الجيش الفيليبيني امن الرهائن في جزيرة جولو". واضاف: "منذ البداية، طلبنا من السلطات الفيليبينية عدم القيام بأي شيء من شأنه ان يعرض حياة الرهائن للخطر". وبدوره اعرب شيراك بوضوح عن استيائه للخيار العسكري منذ بدء العملية ضد المتمردين بأمر من الرئيس استرادا، مبدياً رفضه الصريح لهذه المبادرة التي وصفها ب "الخطرة على سلامة الرهائن". الا ان استرادا اكد من جديد ان على متمردي مجموعة "ابو سياف" ان يفرجوا عن الرهائن قبل بدء اي مفاوضات، في حين شاهد عسكريون امس بعض الرهائن ومن بينهم الاميركي جيفري كريغ شيلينغ، على قيد الحياة في جزيرة جولو. وقال الرئيس الفيليبيني للصحافيين: "اذا ارادوا التفاوض فليفرجوا أولاً عن رهائنهم". اما ميدانياً، فاستمر الحصار البحري امس، مفروضاً على جزيرة جولو المنعزلة عن العالم الخارجي منذ اربعة ايام. ولم يتمكن اي صحافي او مراقب اجنبي من التوجه الى الجزيرة على رغم تطمينات وتأكيدات السلطات امس. كما ان سفن الجيش التي يفترض ان تنقل معدات طبية لمعالجة الجرحى المحتملين من المدنيين، لم تصل الى زامبوانغا جنوب مينداناو حيث من المقرر ان تنطلق باتجاه جولو. واوضح ريكاردو بونو الناطق باسم الرئيس الفيليبيني ان "عسكريين شاهدوا بعض الرهائن ولا يمكننا ان نحدد هوياتهم او عددهم ولكنهم احياء". ولم يوضح الناطق تاريخ ظهور هؤلاء الرهائن ولا الفصيل الذي يحتجزهم. وكان قال في وقت سابق: "تلقينا امس الاثنين تقارير توضح ان بعض الرهائن قد ظهر" في جزيرة جولو. وأضاف: "لن ندخل في تفاصيل هذه التقارير ولكن يبدو ان المتمردين ما زالوا يحتفظون بالرهائن للمبادلة". وأوضح ان "القوات المسلحة حددت ثلاث مناطق يتواجد فيها المتمردون وان الامور ستعود الى وضعها الطبيعي خلال اسبوع". ولاحقاً، اعلن مسؤول فيليبيني طلب عدم الكشف عن اسمه ان الرهينة الاميركي جيفري شيلينغ حي يرزق ومعافى ولكنه لا يزال في قبضة مجموعة ابي سياف. وأوضح المسؤول في فريق الرئيس الفيليبيني ان شاهداً رأى الرهينة.