لأنّ كلّ امرأةٍ في نظره فريدة، يوقّع المصمّم العالمي ايلي صعب مجموعاته كلّها بلمساتٍ تلقي الضوء على قيمة النّساء اللواتي سيرتدين اثوابه، مبرزاً انوثتهنّ وسحرهنّ وشخصيّتهنّ. ولانّه بدوره مصمّم فريد، لا يوجّه تصاميمه الى النّساء ذوات الجمال الاستثنائي والمقاييس المتكاملة وحدهن بل الى المرأة عموماً مهما كانت مواصفاتها. هذا الأمر اكسبه جواز مرورٍ الى النجاح فالعالميّة واعتمد بين 12 مصمّماً عالمياً لتصميم ازياء افلام هوليوود وحفلات توزيع الجوائز العالميّة كالاوسكار، وهو العربي الوحيد بين هؤلاء المصمّمين العالميين. يرد اسمه الى جانب اسماء لامعة مثل كريستيان ديور، إيف سان لوران، روكو باروكو، كريستيان لا كروا تيري ماغلر وسواهم. في مجموعته الاخيرة التي عرضها في باريس والمخصّصة لخريف وشتاء 2000 - 2001، قدم صعب دفقاً من الابتكار. وتميّزت المجموعة بألوانها وتصاميمها وتنوّعها. إذ ترافقت اقمشة الموسلين مع المخمل الناعم او المزخرف الى الاكسسوارات الاجمل والتطريز الاغرب. وحملت الاثواب الوان الارض والبهارات الحارّة الصارخة مكتشفة قوام المرأة ككنز تمكن المصمم من ابراز جواهره عبر قصة الصدر بعدما اغرقه في التفاصيل الصغيرة المعبّرة. صحيح ان صعب يعتمد المرأة ملهمته الدائمة وهو يخبئها في ثنايا خياله، لكنّه هذه المرّة استوحى كتاب الغابات، فمزج انواع الجلد بفرو الثعالب لينحت امرأة كاملة الاناقة. الدانتيل النّاعم والشفاف، ميّز هذه المجموعة ايضاً، كذلك الريش المتطاير كالغيوم. أثواب عرس ايلي صعب تدعو الى الحلم، إنّها اسطورة فرح تقدّم عروساً ساحرة أمام مدعويّها. وكالعادة، تبدو تصاميمه في هذه المجموعة شرقيّة المنحى، وله في المرأة الشرقيّة رأي مميّز "ان اسلوب المرأة الشرقيّة في اختيار ملابسها مختلف تماماً عن الغربيّة. إذ تولي المرأة العربيّة الأزياء وقتها وتهتمّ بأدقّ التفاصيل، وتهوى الفخامة والترف، على نقيض الأوروبيّات اللواتي يركزن أكثر على ابراز الفستان لجمالهنّ". جمال الثوب في رأيه لا يكمن في المبالغة، هذه القاعدة تعلّمها منذ بداياته عام 1982. "تكمن الأناقة في البساطة". هذه الصفة تبرز جيداً في مجموعته الأخيرة، حتى انّها تتسلّل عبر الأقمشة الباذخة النوعيّة، والستراس، والاكسسوارات الرائعة. بساطة، لا يكشف ايلي صعب اسرارها لانّها ملك يديه فقط، وملك النساء اللواتي يرتدين من توقيعه.