أكد ل«عكاظ» أطباء مختصون أن تحديد نوع وفيروس المرض الذي أودى بحياة مواطن زار سيراليون التي تشهد انتشار فيروس «إيبولا» وحيثيات وفاته مازالت من الناحية الطبية غير محددة وغامضة وتحتاج لوقت لتحديد نوع الفيروس في الوقت نفسه، في وقت أشارت فيه وزارة الصحة إلى سلبية الفحوصات الأولية لعينات المواطن المتوفى، مشيرين إلى أن تحديد المرض الذي أودى بحياته يحتاج لمزيد من الفحوصات الإضافية الدقيقة والمتقدمة من مختبرات «مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها» بأتلانتا الأمريكية، بجانب نتائج اختبار العينة الثانية لنفس الحالة والتي تم إرسالها لأحد المختبرات الألمانية المعتمدة. تحديد الفايروس يقول مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة في المنطقة الغربية الدكتور نزار باهبري «هناك فيروسات عديدة وقاتلة موجودة ومنتشرة في المنطقة منها الحمى الصفراء وحمى لافا وعدة فيروسات أخرى، وطالما بينت الفحوصات الأولية أن المواطن لم يتوف بإيبولا فإن التحاليل الأخرى بالتأكيد ستثبت النتيجة»، مضيفا: «من الناحية الطبية معروف أن التحاليل المخبرية للفيروسات تجرى كل منها على حدة، فمثلا عند وضع الحمض النووي المركب على جزء من العينة التي أخذت من المريض فإن التحليل يكشف عن مرض محدد كما أن تحديد المرض يحتاج لمزيد من الوقت إذا لم تظهر النتيجة إصابته بإيبولا أو الحمى الصفراء، فقد يكون فيروسا جديدا غير معروف، ويعتقد البعض أن تحديد بعض الفيروسات الممرضة يمكن أن يتم خلال يوم أو يومين وهذا غير صحيح، حيث إن بعض العينات غير المعروفة لنوع الفيروس أو البكتيريا تحتاج لإجراء مزرعة مخبرية وبالتالي الاحتياج لمزيد من الوقت لتحديد دقة المرض». وبين أن وزارة الصحة بذلت جهودا كبيرة في هذا الجانب، واستفادت من تجربة انتشار كورونا، واتخذت كل الخطوات الوقائية والاحترازية لمنع وفادة مرض إيبولا ومنها حظر تأشيرات العمرة والحج من تلك الدول الموبوءة بالمرض، واتخاذ المزيد من الاحتياطات الوقائية في المنافذ الجوية والبحرية، كما تعاملت مع حالة المواطن وفق خطوات علمية منذ اكتشاف إصابته حتى دفنه. وأكد د.باهبري أن الوقاية تظل أهم الخطوات في تجنب التعرض لأي مرض فيروسي أو معد، فالأمر مرتبط بالتوعية والسلوكيات وكلها في الأخير تهدف لعدم انتقال العدوى من المصابين إلى الأصحاء. الفيروسات النزفية أما رئيس قسم الفيروسات والتحليل الجزئي واستشاري الفيروسات الطبية بمستشفى الملك فهد بجازان البروفيسور زكي منور، فقد أشار إلى أن مشكلة الحميات النزفية الفيروسية تتشابه في الأعراض الأولية، فلا يمكن من الأعراض تحديد نوع الفيروس الإ بإجراء الفحوصات المخبرية على معظم الأمراض التي تتسبب في اصابة الفرد، خصوصا أن أفريقيا قد استوطنت فيها بعض الأمراض الفيروسية النزفية مثل إيبولا وحمى الوادي المتصدع والحمى الصفراء والضنك، مشيرا إلى أنه لا يمكن التكهن بإصابة المواطن بالحمى الصفراء أو أي فيروس نزفي ما لم يتم تحديد الفايروس مخبريا. الحمى الصفراء من جهته، قال الدكتور منصور الطبيقي مدير سلامة المرضى في مستشفى الولادة والأطفال فقال «بما أن الإصابة لم تحدد بإيبولا فإن الأمر يحتاج لوقت لتحديد نوع الفايروس، ولا يمكن ارتجاليا التنبه بإصابته بالحمى الصفراء، فمعروف أنه توجد في أفريقيا سلالات من الفيروسات مستوطنة منذ سنين ومنها إيبولا والكونغو وحمى القرم والملاريا والحمى الصفراء وغيرها من الحميات النزفية، والفاصل في تحديد المرض بالتأكيد ستكون التحاليل التي تجرى على العينات. وحول التأخير في إعلان نتائج بعض التحاليل التي تجرى على بعض العينات قال «بعض العينات تحتاج لإجراء مزرعة مخبرية، وهو ما يتطلب مزيدا من الوقت لتحديد نوع الفيروس، ومن هنا فإن تحديده ونوع الإصابة به يتطلبان الدقة ومزيدا من الوقت». وأضاف أن الحمى الصفراء مرضى فيروسي قد يكون قاتلا، يصيب الإنسان والقرود ويتم نقله بواسطة لدغات أنثى البعوض من النوع «ايجيبتي ايديس» عند لسع شخص أو قرد مصاب بالمرض، وتشكل القرود التي تعيش في الأدغال مصدرا لنقل المرض، وينتشر المرض في الدول الأفريقية وجنوب أمريكا، واللقاح المستخدم في التطعيم للحمى الصفراء هو لقاح فاعل يتركب من فيروس الحمى الصفراء الحي الموهن، الذي يحفز الجسم على إنتاج أضداد للفيروس، وبذلك يمنع ظهور المرض.