شهدت لندن امس تجمعا حاشدا تأييدا لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم، شارك فيه اكثر من 1200 شخص توافدوا على ساحة الطرف الاغر من مناطق مختلفة في بريطانيا. وانطلقت المسيرة صباحا من شارع توثيل مقابل دير ويستمنستر، واخترقت ميدان البرلمان ووايت هول وداوننغ ستريت باتجاه ميدان الطرف الاغر حيث القيت كلمات وقصيدة الشاعر محمود درويش "سجل انا عربي" باللغتين العربية والانكليزية. ورفعت لافتات تؤكد حق العودة وتحمل اسماء المخيمات في فلسطين والدول المجاورة، كما رفعت لافتة كبيرة تحمل صورة قرية مدمرة كتب عليها: "437 قرية دمرت منذ 1948"، ولافتة اخرى تقول: "52 عام و59 مخيما للاجئين". ووزعت نشرات منها نشرة اعدها خبير حق العودة سلمان ابو ستة تحت عنوان: "النكبة الفلسطينية 1948 ... سجل الاماكن التي اخليت من سكانها في فلسطين". وقال المفوض الفلسطيني في المملكة المتحدة عفيف صافية ان اسرائيل انكرت الفلسطينيين على اربعة مستويات، هي انكار الوجود ثم انكار الحقوق الذي رافقه انكار معاناتهم وانكار مسؤولية اسرائيل الاخلاقية والتاريخية عن هذه المعاناة. واعتبر ان هذا التجمع تذكير للعالم بأن مسألة اللاجئين ليست فقط مسألة اعادة توطين وان اي سلام لا تنتج عنه ممارسة كل لاجئ حقه في العودة بملء ارادته "لن يكون شرعيا او دائما". وقال النائب العربي في الكنيست عزمي بشارة ان "القضية الفلسطينية برزت اساسا كقضية لاجئين، لكن على نحو ما قلبت الى قضية اراضي ال67 التي قلبت الى قضية القدس التي قلبت الى قضية دينية. وعلى نحو ما نسي بعض العرب والفلسطينيين ان قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية". وقال ان العالم عندما اعترف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير اعترف ايضا بحقهم في العودة، وكان قبول اسرائيل في الاممالمتحدة مشروطا بتنفيذها القرار 194 الداعي الى عودة اللاجئين. وقال: "نحن نقول نعم لدولة تطالب بحق العودة للاجئين ... نحن نقول نعم لسلام عادل، فان لم يكن فسنصبر للمستقبل وسنستغل الوقت لتحقيق ذلك". وتحدث النائب الفلسطيني حسام خضر قائلا انه على "مدى 50 عاما شهدنا تطهيرا عرقيا وتدميرا لقرانا وبناء لمستوطنات على اراضينا مما خلق اكبر مجموعة لاجئين في القرن العشرين تتمثل بوجود 5 ملايين لاجئ فلسطيني". واضاف: "عبرنا عن رغبتنا بالسلام بقبولنا بوجود دولتين في فلسطين ودخلنا مفاوضات لكن اسرائيل تضع العقبات". وخاطب الرئيس ياسر عرفات قائلا: "انني اطلب من الرئيس الا يتنازل عن حق العودة او يرضى بالتعويض بديلا عنه واطلب منه رفض اي مشروع للتوطين، واقول لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ان عليه ان يعترف بمسؤولية اسرائيل عن تشريدنا وان يعترف بحقنا في العودة الى ديارنا". وقالت رئيسة الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة الدكتورة غادة الكرمي: "اننا مجبرون على وجودنا هنا في بريطانيا بسبب النكبة التي حلت بنا ونحن هنا افضل حظا من اخواننا اللاجئين في المخيمات. كثيرون منا لن يروا قراهم بعد الان. لماذا؟ لان اسرائيل دمرتها. ان حقنا في العودة حق طبيعي وقانوني. لقد عاد لاجئو كوسوفو. لماذا لا نعود؟ لان اسرائيل لا تسمح بذلك مع انها تعطي الحق لاي يهودي ان يأتي الى اسرائيل". وقال ابو ستة: "ان نكبتنا لا تعادلها نكبة في التاريخ الحديث ولا احد يستطيع ان يصادر حق اللاجئين في العودة". وقال ان حل هذه القضية ممكن لو تخلت اسرائيل عن عنصريتها بدليل ان عدد اللاجئين في غزة منذ 1948 يساوي عدد المهاجرين الذين جلبتهم اسرائيل من روسيا في السنوات القليلة الماضية". وقرئت رسائل تضامن من شخصيات بريطانية عديدة من بينها النائب العمالي توني بن الذي اعرب عن تأييده للمسيرة. وقال انه يدعم مطلب دولة فلسطينية معترف بها دوليا وحق اللاجئين في العودة، معتبرا ان لا سلام من دون ذلك. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية بيتر هين في رسالته انه لطالما كان ملتزما تسوية عادلة في الشرق الاوسط، وانه من واقع منصبه الحالي يعمل من اجل ذلك.