تعهد مصطفى مشهور المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر "مواصلة العمل من أجل تحقيق أهداف الجماعة والدعوة الإسلامية"، وقال أمام نحو عشرة آلاف من أعضاء الجماعة احتشدوا في منطقة المقابر المتاخمة لمدينة نصر شرق العاصمة أثناء تشييع جنازة الأمين العام للجماعة السيد إبراهيم شرف: "لن نيأس ولن نستكين وهذا هو طريق الدعوة الذي سرناه وسنواصل السير فيه". وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً كبيراً في الحملات الحكومية ضد عناصر التنظيم المؤثرة في الانتخابات على رغم إعلان الجماعة ترشيح 70 فقط من رموزها وهو عدد يقل عن نصف من رشحوا في الانتخابات السابقة العام 1995. وبرر قادة الجماعة الأمر برغبتهم في عدم استفزاز الحكومة، ولم تقع أي صدامات بين المشاركين في جنازة شرف وقوات الأمن التي أحاطت أعداد كبيرة منها مسجد "رابعة العدوية" حيث تم الصلاة على الجثمان وطوال طريق النصر المؤدي إلى منطقة المقابر حيث وقف مشهور بين الآلاف ليلقي كلمة أشاد فيها بالأمين العام للجماعة "الذي له فضل كبير على الدعوة"، مؤكداً أن شرف "تحمل الكثير من أجل نشر دعوة الإخوان والحفاظ عليها في وجه الضغوط والهجمات التي استهدفتها". وقال: "حتى في أيام مرضه الأخيرة فإن ابراهيم شرف كان حريصاً على العمل لمصلحة الإخوان ودعوتهم"، ووجه المرشد العام للجماعة حديثه الى الحاضرين وطالبهم "بالصبر على المحن ومواصلة العمل وبذل الجهد من أجل الدعوة المباركة". وقال: "لن نيأس أو نستكين لأن ذلك هو الطريق الذي اخترناه لأنفسنا ولن نحيد عنه أبداً مهما تعرضت الدعوة لإجراءات تستهدفها". وأضاف "ما يحدث ليست محناً وإنما منح من الله يختبرنا بها وحتى لو فتحت السجون لنلقي فيها سنواصل دعوتنا وسنضحي من أجلها". وقاطع المشاركون مشهور مرات عدة مرددين "الله أكبر"، لكن لم تصدر عنهم أي هتافات معادية للحكومة أو احتجاجات على التصعيد الأمني ضد عناصر الجماعة. واعتبر مراقبون أن "الإخوان أرادوا لفت انتباه الحكومة الى قدرتهم على تحريك جموعهم مع حرصهم على عدم وقوع صدام مباشر معها".