شهدت العاصمة الليبية طرابلس اليوم الخميس، اصطفافاً لأصحاب السيارات أمام محطات البنزين للتزود بالوقود وهم في حالة من الغضب، إذ قضى بعضهم لياليهم في سياراتهم في انتظار محطات البنزين لإمدادات تعهدت بها شركة نفط حكومية. وقال أحد السائقين الذين ينتظرون في طابور طويل أمام محطة وقود بوسط طرابلس "أنتظر في الطابور أمام محطة البنزين هذه منذ يومين". وأضاف "هذا أمر محزن. فأبنائي انتهوا من اختباراتهم وأريد الخروج معهم لكننا لا نستطيع للأسف". وتشهد ليبيا اضطرابات في وقت تكافح فيه الحكومة للسيطرة على المسلحين الذين ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي العام 2011، لكنهم يتحدون الآن سلطات الدولة ويسيطرون على مرافئ النفط. ووجدت ليبيا صعوبة في الحفاظ على تشغيل مصفاة الزاوية، التي تنتج 120 ألف برميل يومياً وتوفر الإمدادات اللازمة لغرب البلاد، بعدما أغلق محتجون حقل الشرارة المتصل بها. وقالت شركة "البريقة" لتسويق النفط المسؤولة عن إمداد محطات البنزين بالوقود، إن "غياب الأمن في بعض المحطات التي تصطف أمامها السيارات جعل من الصعب توصيل الإمدادات". واعتبر الناطق باسم الشركة فتحي الهاشمي أن "الشركة زودت محطات بنزين عدة بكميات كبيرة من الوقود"، مضيفاً أن "ناقلة أخرى محملة بالوقود وصلت إلى ميناء الزاوية لكن المشكلات الأمنية لا تزال قائمة". وأحجم مسؤولون في مصفاة الزاوية عن التعليق، بينما لم يتسن الحصول على تعقيب من المؤسسة الوطنية للنفط الحكومية الشركة الأم للبريقة. وضاق المواطنون الليبيون العاديون ذرعاً، إذ أخذ بعضهم يتناوب مع أقاربه الوقوف في الطوابير للحفاظ على أماكنهم. واعتبر محمد عبد الله أحد سائقي السيارات المنتظرين في الطوابير أن "معظم محطات البنزين في طرابلس مغلقة ولا نعرف السبب". كان وزير النفط الليبي المكلف عمر الشكماك قال يوم الأربعاء، إن "بلاده بدأت في تحويل الشحنات من حقليها البحريين المخصصين للتصدير واللذين لم يتأثرا بموجة الاحتجاجات التي تشهدها المنشآت النفطية". ومن شأن ذلك أن يقلص الصادرات التي تراجعت إلى أقل من 200 ألف برميل يومياً، من 1.4 مليون برميل يومياً حين بدأت الاحتجاجات في تموز (يوليو)، وهو ما تسبب في تآكل إيرادات المالية العامة.