نيقوسيا - أ ف ب - تستأنف المحادثات غير المباشرة حول مستقبل قبرص غداً في جنيف في اجواء تفاؤل حذر حيث ان الخلافات بين المجموعتين اليونانية والتركية في الجزيرة المقسومة منذ 26 عاماً لا تزال قائمة. واعتبرت الاوساط الديبلوماسية والسياسية في نيقوسيا امس انه بعد أول جولتين من المفاوضات التي جرت تحت اشراف الاممالمتحدة لاستطلاع مواقف المجموعتين ازاء مستقبل الجزيرة فان الجولة الثالثة في 5 تموز يوليو الجاري ستكون حاسمة بالنسبة لتسوية النزاع. وقال ديبلوماسي غربي لوكالة "فرانس برس" ان قرار القمة الاوروبية في هلسنكي في كانون الاول ديسمبر الماضي بقبول ترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي والانتخابات الرئاسية في "جمهورية شمال قبرص التركية"، التي لا تعترف بها سوى انقرة، قد القيا بثقلهما على الجولتين السابقتين. واضاف الديبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته "ان أي شىء يجب ان لا يكدر المحادثات، وليس هناك من سبب للتشاؤم". لكن انعدام الثقة المتبادل لا يزال قائماً بعد 26 عاماً على اجتياح القوات التركية شمال الجزيرة في 1974 رداً على انقلاب للقوميين القبارصة اليونانيين الذين كانوا يريدون الحاق الجزيرة باليونان. وكان الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش هدد بمقاطعة المفاوضات احتجاجاً على قرار اصدره مجلس الامن يجدد ولاية قوة الاممالمتحدة المنتشرة في قبرص من دون الاشارة الى جمهورية شمال قبرص التركية التي يرأسها، قبل ان يعود ويؤكد مجيئه الى جنيف. من جهة اخرى، فرضت جمهورية شمال قبرص التركية في 30 حزيران يونيو الماضي قيوداً على قوة حفظ السلام عبر حصر دخول عناصرها وخروجهم بين المنطقتين القبرصية التركية والقبرصية اليونانية في نقطة عبور واحدة في نيقوسيا. ويعتبر المحللون القبارصة اليونانيون ان الازمة التي سبّبتها هذه الاجراءات لا تساعد على التوصل الى أي تسوية في جنيف. مع ذلك، فان الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس اكد اخيراً انه سيشارك في مفاوضات جنيف بذهنية مرنة معرباً عن امله في ان يعتمد القبارصة الاتراك الموقف نفسه. الاّ انه اتهم ايضاً دنكطاش بالسعي الى كسب الوقت قبل بدء المحادثات بين تركيا والاتحاد الاوروبي وفي انتظار انتهاء ولاية الرئيس الاميركي بيل كلينتون الذي تحاول بلاده تسريع التسوية في قبرص. وعبّر الجانب القبرصي اليوناني ايضاً عن قلقه ازاء اصرار دنكطاش على العودة الى قبرص قبل 20 تموز يوليو، تاريخ الاجتياح التركي لشمال الجزيرة. وحذر الناطق باسم الحكومة القبرصية ميخاليس بابابيترو من انه في حال قطع دنكطاش "المحادثات ووجدت له الاممالمتحدة اعذاراً"، فان كليريديس لن يشارك في الجولة الرابعة. لكن على رغم شكوك القبارصة اليونانيين الدائمة اعتبر مسؤولون في الاممالمتحدة ان تطور الوضع يبعث عموماً على التفاؤل. وقالت الناطقة باسم المنظمة الدولية في قبرص سارة راسل انها "لمست مؤشرات عدة على التقارب بين المجموعتين بينها تخفيف القيود المفروضة على القبارصة اليونانيين الذين بقوا في منطقة كارباس في شمال الجزيرة" الخاضعة للسيطرة التركية. واضافت: "انها بالتأكيد امور كان لا يمكن حدوثها قبل عام". الاّ ان التقارب الاخير بين انقرة حليفة القبارصة الاتراك واثينا حليفة القبارصة اليونانيين وامكانية انضمام الجزيرة قريباً الى الاتحاد الاوروبي هما عاملان يخدمان تسوية المشكلة القبرصية. لكن مسؤولاً قبرصياً يونانياً مقرباً من المفاوضات اعتبر ان "عملاً بنفس طويل سيكون لازماً لإعادة الثقة" بين المجموعتين. وكان المبعوث الاميركي لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك عبّر عن شكوكه السبت الماضي في ما اذا كانت المحادثات المقبلة ستساعد على التقريب بين وجهات نظر الجانبين. وأوضح ان موقف القبارصة الاتراك بخصوص السيادة "جمد العملية".