تفتتح اليوم 14 أيلول سبتمبر الدورة 16 لمعرض غوثنبورغ الدولي للكتاب، ويستضيف المهرجان المفكر الفلسطيني - الأميركي ادوارد سعيد، وتحيطه أجهزة الإعلام السويدي بتبجيل بالغ ك"أحد أهم مفكري العصر وأكثرهم إلهاماً" مشيدة باصداراته الشهيرة، من مثل "الثقافة والامبريالية - 1993" وقد ركز فيه على ضرورة أن يكون للمثقف وعي نقدي ينطوي على احساس بالمسؤولية عما يجري في أرجاء العالم. وهو المعنى نفسه الذي أكده في كتاب "صور المثقف - 1994" وقال فيه "ان المثقف فرد منح قدرة على تمثيل رسالة، أو وجهة نظر أو موقف أو فلسفة أو أي رأي، وتجسيدها والنطق بها أمام جمهور معين ومن أجله". أما كتابه "الاستشراق" الذي اعتبره النقاد السويديون احد الكتب الرائدة في القرن العشرين فهو "يبين كيف ابتدع الغرب، بطرق ماكرة، صورة مشوهة للعالم العربي" توازياً مع "الأسلوب الغربي للسيطرة على الشرق وامتلاك السيادة عليه". لكن الكتاب الذي سيكون محور نقاش بين ادوارد سعيد ورئيسة تحرير "جبهة الكلمة" لينا بيرغيرس دوتر يوم غد الجمعة، هو كتاب "بلا وطن" وهو سيرة ذاتية "ترسم بحزن، بمرح وقسوة، صورة الثقافات المتعددة والبيئات الاجتماعية التي شكلته كأحد أبرز مفكري عصرنا الراهن" على حد تعبير كرّاس المعرض. وفي اليوم التالي السبت يلتقي ادوارد سعيد الجمهور ويحاوره رئيس تحرير مجلة "لوموند ديبلوماتيك" ايغناسيو رامون، وهو كاتب وأكاديمي معروف. ثم يشارك ادوارد سعيد في حلقة دراسية تعد أول منبر اعلامي دولي تنظيم "جبهة الكلمة" أيضاً مع مفكرين وكتّاب بينهم سوزانا فلاودي، يان بيلغر، ماريا بوثيوس، دان يوسفسون، ارني روث، والروائي الشهير في السويد يان غليو وهو من أصل فرنسي. ويتحدث نهار الجمعة أيضاً الشاعر والروائي سليم بركات عن "الجندب الحديدي - 1980" الذي ترجمه الى السويدية روكا تيز ، وهو "وصف فاتن لطفولة بركات في شمال سورية المتاخم لتركيا". والمؤلف الذي يلقى من الوسط الثقافي السويدي حفاوة مميزة، يقيم في ستوكهولم منذ عامين، أملاً في نيل حق اللجوء الى السويد. ويتوقع ان تترجم بقية أعماله الروائية تدريجاً مثل "فقهاء الظلام - 1985"، "أرواح هندسية - 1987" و"الريش - 1990"... معرض غوثنبورغ للكتاب، الذي يستمر أربعة أيام متتالية يغطيه مئات الصحافيين وهو الأوسع في السويد، سواء في عدد المشاركين أم الزوار المتزايدين سنة بعد أخرى، أم الكتب المعروضة في لغات شتى.