يواصل العمال الفرنسيون المظاهرات والإضرابات، الأربعاء، لليوم السابع على التوالي احتجاجا على خطط الحكومة الفرنسية لتغيير نظام التقاعد. ورغم أن العاملين في قطاع النقل سيواصلون احتجاجهم الأربعاء، فإن التوقعات تشير إلى تسيير مزيد من القطارات عبر فرنسا. وأمرت الحكومة الفرنسية بنشر قوات التدخل السريع الخاصة في محاولة لإعادة فتح مستودعات الوقود التي أغلقها العمال المضربون. ونجحت الحكومة في فك الحصار عن ثلاثة مستودعات في غرب فرنسا تضررت بشدة بسبب نقص الإمدادات. وذكرت التقارير أن المضربين لجؤوا إلى إغلاق مستودع آخر يزود القواعد الجوية في جنوبفرنسا. ولا تزال مصافي تكرير النفط والبالغ عددها 12 مصفاة مغلقة الأربعاء بسبب مواصلة العمال للإضرابات وفق ممثلين في النقابة الفرنسية (الفيدالية العامة للشغل). وأضاف ممثلو النقابة أن تسعا من المصافي لم تنتج بنزينا الأربعاء في حين تستعد اثنتان للتوقف عن إنتاج البنزين. ومصفاة واحدة بدأت في إنتاج البنزين لكن بكميات قليلة. وكانت الإضرابات بدأت في المصافي يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مما تسبب في نقص إمدادات البنزين في محطات مختلفة في أنحاء فرنسا. وأرسلت الحكومة الفرنسية تعزيزات أمنية خلال الليل لفك الحصار عن ثلاث مصافي رئيسية أغلقها العمال المضربون، وفق وزير الداخلية الفرنسي، بريس أورتيفو. ودعا قادة الحركة الطلابية إلى تنظيم مزيد من الاحتجاجات وذلك قبل تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي على مشروع تمديد سن التقاعد المتوقع اليوم أو غدا. وقال وزير الداخلية إن 1.1 مليون شخص شاركوا في الإضرابات التي عمت الشوارع الفرنسية أمس الثلاثاء لكن النقابة الفرنسية قالت إن عدد المشاركين وصل إلى 3.5 مليون شخص. وأدان وزير الداخلية أعمال العنف التي شابت الإضرابات في بعض مناطق فرنسا، مضيفا أن "حرية التظاهر لا تعني حرية نهب وتخريب الممتلكات". وأضاف الوزير أن 62 شرطيا جرحوا خلال الأسبوع الماضي. وشملت حركة الإضرابات قطاعي النقل والتعليم في حين عانت 4 آلاف من مجموع 13 ألف محطة بنزين من شح الإمدادات. اشتباكات واشتبك أفراد الأمن مع المحتجين في عدة مدن فرنسية. وقال الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إنه سيمضي قدما في خططه الرامية لتغيير نظام التقاعد بما فيها رفع سن التقاعد من 60 إلى 62 سنة وتخصيص معاش كامل للمتقاعدين في سن 67 بدل 65 سنة كما هو معمول به حاليا. ويقول مراسل بي بي سي في باريس، جافين هيويت، إن على زعماء النقابات تقرير كيفية مواصلة الضعوط على الحكومة. ويُشار إلى أن خطط الحكومة الفرنسية لرفع سن التقاعد لا تحظى بالشعبية بين قطاعات واسعة من الشعب الفرنسي. ويضيف مراسلنا أن قادة النقابات متوجسون من رد فعل قطاعات واسعة من الشعب الفرنسي تستخدم محطات الوقود بسبب اضطرارها إلى الانتظار لمدد طويلة أمام هذه المحطات للتزود بالوقود. وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا فيون، عن خطط للتغلب على نقص الإمدادات لكن وكالة الأنباء الفرنسية تقول إن المضربين أغلقوا مستودعا آخر.