} نقلاً عن "مصادر" وصفت بأنها "ديبلوماسية" نشرت "الحياة" أمس على صدر صفحتها الأولى خبراً عن فتور في العلاقات بين وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت ونظيرها القطري، وذكر الخبر "أن سبب الفتور هو رفض قطر استجابة طلب أولبرايت رفع التمثيل مع إسرائيل". وتابعت المصادر التي توحي لغة الخبر بأنها من الخارجية القطرية، ان "واشنطن تمنت على الدوحة استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك قبل زيارته الأخيرة لواشنطن، لكن قطر فضلت عدم حصول اللقاء بانتظار ما ستتوصل إليه عملية السلام، وتحديداً في قضية القدس، أما لقاء باراك مع الشيخ حمد على هامش قمة الألفية في نيويورك، فلم يأت نتيجة مساع أميركية". لاحظ تعبير تمنت كم هو لطيف وساذج. لا شك أن الذي سرب هذا الخبر أراد أن يخفف التأثيرات السلبية للقاء باراك والشيخ حمد، وينفي الأنباء التي أثيرت عن ضغوط أميركية لإتمام المقابلة في نيويورك. لكن المسرب أو "الديبلوماسي الشاطر" نسي أن القارئ سيسأل ساخراً عن الفرق بين أن يلتقي الشيخ حمد باراك في الدوحة أو في نيويورك، أو حتى في بلاد تركب الأفيال. الأكيد أن هذا الخبر يعبر بدقة عن حكايات "التطبيع ونفيه أو تبريره"، التي أصبحت ظاهرة عامة يمارسها معظم الأنظمة والمؤسسات العربية. لكن أهم ما في هذا الخبر أنه أوجد كلمة مرادفة لكلمة "ترفض" هي "تفضل"، كما أن الخبر أثبت للعالم أن أميركا تدير علاقاتها السياسية مع الدول بالتمني، وليس بالأمر والقوة، وأن كل ما يقال عن الضغوط الأميركية على بعض الدول ليس صحيحاً، والدليل أن واشنطن بكل نفوذها تتمنى على الدوحة دعوة باراك، ومع ذلك "تفضل" قطر تحقيق الأمنية الأميركية، ولكن في نيويورك وليس في الدوحة، وبهذا تفوّت قطر على الإدارة الأميركية فرصة جرها إلى التطبيع المباشر مع إسرائيل لا سمح الله.