رحبت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بقرار الحكومة الاسرائيلية موافقتها على قرار مجلس الامن الرقم 425 واعتبرتها "خطوة ايجابية خصوصاً اننا ايدنا" القرار المذكور. وشددت على ان لا مجال لتطبيع العلاقات الاميركية مع نظام الرئيس صدام حسين. واوضحت اولبرايت في مؤتمر صحافي مشترك عقدته ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بعد اجتماعهما ان الادارة الاميركية ايدت ولا تزال تؤيد التوجه الشامل لعملية السلام ولكنها تتفهم في الوقت نفسه فوائد تحقيق تقدم اينما حصل. ورفضت اولبرايت الدخول في التفاصيل او التعليق عن دور ما للامم المتحدة في تأمين الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان، لكنها قالت انه من المهم ترجمة القرار الاسرائيلي على الارض مشيرة الى امكان عقد محادثات بين اسرائيل ولبنان في شأن هذا الموضوع لضمان سلامة الحدود الشمالية لاسرائيل. واشارت اولبرايت الى انها بحثت مع الوزير القطري في الاستقرار الاقليمي في منطقة الخليج والوضعين العراقيوالايراني اضافة الى عملية السلام. وشددت على ضرورة مراقبة تطورات الوضع في العراق خصوصاً لجهة مدى تنفيذه قرارات مجلس الامن، مذكرة ان لا مجال على الاطلاق لتطبيع العلاقات الاميركية مع نظام الرئيس صدام حسين. واعتبرت ان العلاقات الاميركية - القطرية باتت "شراكة استراتيجية" في حين تحدث وزير خارجية قطر عن علاقات التعاون والتحالف بين واشنطنوالدوحة وقال ان بلاده تقدر الدور الاميركي في عملية السلام في الشرق الاوسط وتحض الادارة على متابعة جهودها. واعرب عن امله بأن تتطور العلاقات الاميركية - الايرانية وان تنمو العلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي. وتحدث عن تغييرات من جانب طهران بالنسبة الى الموقف من عملية السلام وقال ان على اسرائيل ان تنفذ ما اتفق عليه في مؤتمر مدريد وفي اوسلو، وعلى الحكومة الاسرائيلية بذل مزيد من الجهود لاخراج عملية السلام من الطريق المسدود. وكان حمد بن جاسم اجرى قبل ظهر امس محادثات مع وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين. كما اجتمع بعد الظهر بالسفير دنيس روس الذي اطلعه على جهوده الاخيرة في المنطقة. ورفضت الوزيرة اولبرايت التحدث عن الخطوات التي تنوي الادارة القيام بها الآن بالنسبة الى عملية السلام. وكررت القول ان مهمة روس في المنطقة ادىت الى تحقيق بعض التقدم، "لكننا ما زلنا بعيدين عن التوصل الى انجاز". واكدت ان واشنطن كغيرها مصابة باحباط بسبب الجمود الحاصل على صعيد العملية ولعدم تحقيق اي تقدم فيها لاكثر من عام خصوصاً بالنسبة الى المسائل الانتقالية واعادة نشر القوات الاسرائيلية. وحذرت من ان عملية السلام قد تنتهي بالفشل وان الولاياتالمتحدة قد تتوقف عن بذل الجهود اذا لم يتحقق التقدم. واضافت: "بالطبع سنتابع بذل ما في استطاعتنا لكن الامور قد تصل الى نهايتها في مرحلة ما" في المستقبل. وكررت دعوة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى اتخاذ القرارات الصعبة. ورفضت تحميل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية جمود عملية السلام. ومن جهة اخرى ابدت اولبرايت ارتياحها الى الاشارات الصادرة من طهران مشيرة الى الاستقبال الجيد الذي لقيه المصارعون الاميركيون في طهران في شباط فبراير الماضي. وفي الدوحة علمت "الحياة" ان وزير الخارجية القطري سيبدأ بعد زيارته الحالية لواشنطن جولة تشمل سورية وتونس والجزائر وروسيا وبولندا وكازاخستان وفنلندا وكرواتيا والبوسنة. وتجرى اتصالات بين الدوحة ودمشق لتحديد موعد زيارة الوزير لسورية، وهو سيحضر اجتماعاً مشتركاً في لندن بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الاوروبي في 29 نيسان ابريل الجاري. وعلم ان جولة الوزير على المغرب العربي ستبدأ في 16 الشهر الجاري.