توّجتْ جمعية "أهل الحديث المركزية" في بريطانيا أعمالها بعقد مؤتمرها السنوي 1421ه/2000م في مدينة برمنغهام البريطانية تحت عنوان: "الشيخ محمد بن عبدالوهاب: دعوته الإصلاحية وأثرها في العالم". افتتح المؤتمر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ. كانت البداية أداء صلاة الجمعة في كاتدرائية كبرى قيد الترميم والتحويل الى جامع ومركز "جمعية أهل الحديث" في برمنغهام، وفي ذلك لَفْتُ نظر للذين حضروا الصلاة بُغية تشجيعهم على التبرُّع بالمال اللازم لإتمام هذا المشروع. تحدث في جلسة الافتتاح عدد من مسؤولي الجمعية في بريطانيا، ومندوب بلدية برمنغهام. وقال الشيخ محمد حفيظ الله خان "إن جمعية أهل الحديث المركزية في بريطانيا تحرص على تبليغ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الى الناس جميعاً في هذه الديار بجميع الوسائل المُتاحة، ومنها عقد مؤتمراتها السنوية التي تناقش فيها جوانب من أساليب الدعوة والعمل لخدمة المسلمين في هذه البلاد، وتدعى إليها نخبة من العلماء للاجتماع والمناقشة والخروج بتوجيهات ومقترحات مثمرة...". وجاء في كلمة أمير جمعية أهل الحديث المركزية في بريطانيا الشيخ محمد عبدالهادي العمري: "إن الإمام المُجدِّد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لم يرأس حزباً في حياته يُعْرَفُ بهذا الاسم الوهابية لأن دعوةَ الإمام ليست شخصية لتُسمى بالوهابية، وكذلك أنصارها ليسوا بالوهابيين، وهذا اللقب لم يَخْتَرهُ أتباعُ الدعوة لأنفُسهم" لكنه أُطلقَ عليهم من قِبَلِ مخالفيهم، تنفيراً للناس منهم، وإيهاماً للسامع: أنهم جاءوا بمذهبٍ جديدٍ يُخالفُ المذاهبَ الأربعةَ المعروفة" بينما غاية هذه الدعوة هي إعادة الإسلام كما نَزَلَ، وكما كان في عهدِ خير القرون، وليس هنالك مجال في هذه الدعوة للإرهابيين والمتطرفين، لأن الذي يعرف تعاليم الإسلام لا يكون إرهابيّاً ولا مُتطرِّفاً لأن الإسلام دين الحب والأمن والكرامة حسبما جاء في الكتاب والسّنة ومنهج السلف الصالح المشهود لهم بالخير". وأشار إمام الحرم المكي الشريف الشيخ عبدالرحمن السديس في كلته الى أن مشاركة حفيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، تعكسُ اهتمام المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بهذا المؤتمر المهم، واللقاء الطيب حول دعوة الشيخ المُجدد محمد بن عبدالوهاب الذي مَنَّ الله عليه بالحرص على الدعوة الإسلامية على منهج السلف الصالح، وأكد الشيخ السُّديس: أن دعوةَ الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لم تكنْ دعوةً ذاتيةً أو حزبيةً، أو مصلحة سياسية تقوم على الأطماع الشخصية "إنما كانت دعوة خالصة لوجه الله تبارك وتعالى". وتحدث معالي الوزير صالح آل الشيخ في افتتاح المؤتر فأكّد ضرورة عقد المؤتمرات العلمية خارج العالم الإسلامي وداخله لتفنيد الاتهامات وتصحيح المغالطات التي انتشرت، وتقديم صورة صافية للدعوة الإسلامية. وبدأ اليوم الثاني من المؤتمر بالجلسة الأولى التي ترأسها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالله بن صالح العُبيد سلّط الأضواء على السيرة العطرة للشيخ محمد بن عبدالوهاب وما يترتَّب على علماء المسلمين من إيضاح ما جاءت به دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من تجديد لمنهج السلف الصالح. وبدأت المحاضرات بما قدمه إمام الحرم المكي الشريف، بعنوان: "أضواء على منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب"" وقدم المحاضرة الثانية ساجد مير بعنوان: "أصول الاعتقاد عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب". وقدم المحاضرة الثالثة كاظم الراوي بعنوان: "المرحلة التاريخية التي كان عليها العالم الإسلامي عند ظهور حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب" وتأثيرها في وقتنا الحاضر. وكانت المحاضرة الرابعة لصفي الرحمن مباركفوري بعنوان: "الشخصيات المؤثرة في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب". وتضمنت المحاضرات تقديم صورة واضحة عن سيرة الشيخ العلمية ورحلاته في طلب العلم ومنهاجه في محاربة البدع والرد على أهل الأهواء، وما خلفه من أثر واضح في التجديد. وعقّب معالي الوزير على المحاضرات، وسلّط الأضواء على ما خلّفه الشيخ من مؤلفات قيمة توجدُ الآن في مكتبة دارةِ الملك عبدالعزيز آل سعود. وعُقدت الجلسة الثانية بعنوان: "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والعالم الغربي" وترأس الجلسة الشيخ صفي الرحمن مُباركفوري، وبدأت بمحاضرة الدكتور محمود مراد عن "أهمية توعية العالم الغربي بالدعوة السلفية". وقدّم المحاضرة الثانية الدكتور بسطامي محمد سعيد بعنوان: "أضواء على واقع الدعوة في الغرب في ضوء منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب". وقدم المحاضرة الثالثة حسن راشد بعنوان: "ضرورة تثبيت منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب في دعوته الإصلاحية في أوروبا". وتناول خُرم بشير في محاضرته "الدعوة في الدوائر الحكومية البريطانية". سلّط المحاضرون الأضواء على هجرات المسلمين، وما واجهوه من صعاب مختلفة ما بين الجيل الأول والثاني من المهاجرين، ولا سيما ضياع لغات المسلمين الأصلية، وسُبل المحافظة عليها لا سيما اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وضرورة نشر الدعوة السلفية في الغرب لدرء الأخطار التي يُروّج لها المُغرضون وأهل البدع الذين يُلصقون بالإسلام ما ليس منه. وترأس الجلسة الثالثة إمام الحرم المكي الشريف فأكد على صفاء العقيدة، والدعوة الخالصة الى عبادة الله وحده لا شريك له ونبذ كافة الأعمال الشركية من التوسل بالتّمائم والقبور والمزارات الخ... وبدأت الجلسة بمحاضرة الشيخ الدكتور محمد أحمد الصالح بعنوان: "الإمام محمد بن عبدالوهاب رجل التوحيد والوحدة". وقدّم المحاضرة الثانية مدير مكتب الدعوة في لندن عبدالرحمن السعيدي بعنوان: "منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدعوة". وقدم المحاضرة الثالثة الطالب كهلان الجبوري تحت عنوان: "عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب". وتناولت المحاضرة الرابعة للدكتور ابراهيم سورتي "مفهوم التوبة في ضوء تفسير الإمام ابن تيمية". وترأس الجلسة الرابعة الدكتور ساجد مير، وقدّم المحاضرة الأولى عبدالوهاب الخلجي بعنوان: "أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في شبه القارة الهندية". وقدم المحاضرة الثانية الشيخ عبدالله مدني بعنوان: "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأثرها في النيبال". وقدّم المحاضرة الثالثة الدكتور حامد تشوي بعنوان "تجربة الدعوة السلفية في شرق آسيا". وقدم صادق قاري كمال الدين محاضرة بعنوان: "تجربة الدعوة السلفية في آسيا الوسطى". وتناولت المحاضرة الخامسة للدكتور حسن الهنيدي "اثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العالم الإسلامي". أوضح المحاضرون سُبل انتشار الدعوة في عموم البلدان الآسيوية، وما أنجزه أتباعها من إصلاح، وما ترجموه من كُتب الى اللغات الآسيوية. وترأس الجلسة الخامسة الدكتور مانع بن حماد الجهني، وكانت بعنوان: "الدعوة السلفية والتيارات الفكرية"، وبدأت بمحاضرة الدكتور صهيب حسن عن "تصحيح المفاهيم الخاطئة حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في مصادر غير عربية". وقدّم المحاضرة الثانية زكريا بيومي بعنوان: "قراءة جديدة في تاريخ الدعوة السلفية" وادّعى أن السلطنة العثمانية نفذت أهداف السياسة البريطانية ضد الدعوة السلفية، والحقيقة أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم يخرج على الخلافة الإسلامية العثمانية ولم يذكرها بسوء. وكانت المحاضرة الثالث للدكتور عبدالعلي عن "الفكر السلفي المعاصر في شبه القارة". وقدّم المحاضرة الرابعة الدكتور مازن مطبقاني بعنوان: "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في نظر بعض المستشرقين". وتحدثت المحاضرة الخامسة لمحمد سليمان عن "علماء أهل الحديث وخدماتهم العلمية في القارة الهندية". وكانت مُحصلة الجلسة تقديم مسح شبه شامل للمواقف المُتباينة حول الدعوة السلفية. وترأس الجلسة السادسة الدكتور صهيب حسن، وبدأها فاروق أبو زيد بمحاضرة عن "استخدام الوسائل الحديثة في الدعوة القنوات الفضائية". وقدم المحاضرة الثانية حمدي حسن بعنوان: "وسائل الدعوة والإعلام". وقدم المحاضرة الثالثة الدكتور محيي الدين عبدالحليم بعنوان: "الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته نظرة إعلامية". وقدم أحمد الدبيان محاضرة عن "الإعلام في خدمة الدعوة". وتناولت المحاضرة الخامسة للدكتور سليمان الميمان: "الإنترنت والدعوة". وقدم المحاضرة السادسة الأستاذ ظهور نيازي بعنوان: "الإعلام الإسلامي وأهميته في الغرب".