كشف قيادي بارز في جماعة "الاخوان المسلمين" المصرية المحظورة، ملابسات قرار الجماعة ترشيح قبطي على لائحتها لخوض الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال الأمين العام لنقابة الأطباء في الاسكندرية الدكتور إبراهيم الزعفراني ل"الحياة" إن الاجراء جاء تنفيذاً لمبدأ راسخ لدى "الاخوان" يستند الى أن الاقباط "شركاء وطن وشركاء كفاح وانطلاقاً من مبدأ إسلامي، ان لهم ما لنا وعليهم ما علينا". ونفى الزعفراني أن تكون لدى "اخوان الاسكندرية" نزعة تحررية ضد سيطرة "مكتب الارشاد" الذي يسيِّر أمور الجماعة. واكد أن لائحة مرشحي "الاخوان" في الاسكندرية التي أعلنت الاسبوع الماضي وضمت ستة من عناصر الجماعة اضافة الى المرشح القبطي المحامي سمير منصور، "عُرضت على قادة الجماعة ونالت موافقتهم". وفسر سبب اقتصار لائحة مرشحي "الاخوان" في الاسكندرية على عناصر تنتمي الى الجيل الثاني في الجماعة دون قادتها، بانه "رسالة ارادت الجماعة توصيلها الى الحكومة بأن الاخوان لا يرغبون فى تصعيد الصدام بل يهدفون الى تلافي أي أسباب لخلافات جديدة مع الدولة". واشار الى أن بعض الاسماء من رموز الاخوان "تثير حساسية الحكومة في حال ترشيح أصحابها للانتخابات". يذكر ان الزعفراني حوكم مع نحو 80 آخرين من قادة "الجماعة" العام 1995 أمام محكمة عسكرية وصدر في حقه حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات قضاها في سجن طرة قبل أن يطلق العام 1998. واستغرب الضجة التي احدثها نبأ ترشيح "الاخوان" سيدة وقبطي في الاسكندرية. وقال: "بحثنا عن أحد الأقباط الذين تربطنا بهم علاقات طيبة والذين يرقون بحسن اخلاقهم، ووقع الاختيار على عضو المجلس المللي في الاسكندرية المحامي سمير منصور وعرضنا عليه الأمر فشكرنا على تلك الثقة وذكر أن هناك مرشحاً قبطياً آخر. وبعد نقاش ارجأ الرد على طلبنا الى حين مناقشة الأمر مع من يطمئن إلى رأيهم. لكن الموضوع نُشر في الصحف، وسبب له بعض الاحراج". واضاف الزعفراني: "فى لقاء آخر مع مسؤولين في المجلس المللي في الاسكندرية رحبوا بوجود ثقة متبادلة وتعاون للقضاء على التعصب الديني ودرء أي فتنة تراد وطننا من جانب أي جهة تقصد تفريق صفنا الوطني. لكنهم أوضحوا ان مكانة المحامي منصور لا تتناسب مع ترشيحه للانتخابات واتفقنا على اختيار مرشح آخر ثم قام منصور بإعلان عدم ترشيحه للانتخابات في بيان اتسم بالموضوعية والاخلاق الحسنة التي يتمتع بها هو وزملاؤه من أعضاء المجلس المللي". وعن ترشيح زوجته السيدة جيهان عبدپاللطيف الحلفاوي لخوض الانتخابات المقبلة في دائرة الرمل في الاسكندرية، أكد الزعفراني أن الأمر عُرض على قادة "الجماعة" ووافقوا عليه، وأن المرشد العام السيد مصطفى مشهور ونائبه المستشار مأمون الهضيبي تحدثا إلى الحلفاوي وباركا الخطوة، ورفعا من عزيمتها. وشدد على أن مسألة ترشيح "الاخوان" سيدات "حسمت منذ العام 1994 لكن الظروف حالت دون دخولها حيز التنفيذ". وأضاف: "المبدأ موجود لدى الاخوان وربما لم تتوافر الشجاعة لفترة تطبيقه، خصوصا أن البعض كان يعترض على أساس أن الرجال من الاخوان كثيرون وهم الذين يواجهون الصعاب ويزج بهم في السجون، ووجدنا في الاسكندرية أن لدينا الشجاعة للمبادرة ليس بمخالفة قواعد الجماعة ومبادئها، ولكن بالتحرك في اطارها والعمل على تنفيذها". واشار الى أن "الاخوان" سيرشحون سيدات أخريات في دوائر انتخابية أخرى سيعلن عن اسمائهن قريباً.