للمرة الثانية خلال اقل من شهر، يلتئم مجلس "كبار الحاخامات اليهود في اسرائيل" وعلى جدول الاعمال قضية واحدة هي سبل تشريع اقامة كنيس في باحة الحرم القدسي الشريف. الاقتراح تقدم به كبير حاخامات منطقة حيفا شيعار يشوف هاكوهين الذي قدم امس مداخلة امام المجتمعين طالب فيها بتعديل فتوى توراتية سابقة تحرم على اليهود الدخول الى ساحة الاقصى جبل البيت او الهيكل كما يسميه اليهود قبل قدوم المسيح خوفا من الدوس على بقايا الوصايا العشرة الموجودة، وفق الاعتقاد نفسه، في منطقة الحرم. ورأى هاكوهين ان هذه الفتوى "اخرت قيام اليهود بالصلاة في موقع الهيكل الثالث المقدس عقودا ثلاثة منذ سيطرة الجيش الاسرائيلي على القدس القديمة" في حرب عام 1967. وايده في ذلك حاخامات المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة ممن اتهموا الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بابقاء السيطرة الاسلامية على الاقصى كأمر واقع مما يؤدي الى تنازل اسرائيلي لاحق عن أي وجود يهودي في تلك المنطقة، خصوصا بعد ما ابداه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك من مرونة وتنازلات. وتابعوا ان الفلسطينيين باتوا واثقين من "طرد اليهود" من هذا المكان المقدس في اطار عملية السلام. وشارك في جلسة النقاش الحاخامان الاكبران يسرائيل لاو لليهود الغربيين وبكشي دورون لليهود الشرقيين واستمر الجدل ساعات تقرر في نهايته تأجيل القرار الى وقت لاحق وتشكيل لجنة للبث في المسألة. ويعتبر لاو ودورون موظفين رسميين حملا الى الاجتماع وجهة النظر الرسمية التي تعارض أي تغيير في الوقت الراهن في الامر الواقع في الحرم القدسي خوفا من اثارة مشاعر المسلمين في العالم كله وكذلك خوفا من اندلاع مواجهات ميدانية شاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي مما يعيق التحركات السلمية والمرحلة الحساسة التي وصلت اليها المفاوضات. واكدت الجهات الاسلامية في القدس ان سماح الحكومة الاسرائيلية لليهود بالصلاة في الاقصى او بناء كنيس سيجر مجابهة مستميتة من جانب الفلسطينيين. وقال مدير الاوقاف الاسلامية عدنان الحسيني: "ان التهديد الذي يتعرض له الاقصى قائم ومستمر سواء من الجهات اليهودية المتطرفة ام من الهيئات الرسمية الاسرائيلية التي تواصل اعمال الحفر تحت الاقصى وفي محيطه". وأكد المفتي الفلسطيني الشيخ عكرمة صبري ان المؤمنين سيدافعون حتى الموت عن هذا الصرح المقدس والذي "يهم بليون مسلم في العالم وليس فقط مسلمي فلسطين". كما اصدرت هيئة العلماء والدعاة وهي من اعلى المرجعيات الدينية في فلسطين بيانا حمل عنوان "اكنيس في رحاب الاقصى" حمل بشدة على السياسة العدوانية الاسرائيلية ضد المقدسات الاسلامية وسرد مسلسل الاعتداءات منذ عام 1967 وكيف تمكن المسلمون من صدها جميعا. ولاحظ البيان ان الجهات الاسرائيلية تجاوزت الادعاءات بوجود الهيكل الثالث المزعوم في منطقة الاقصى وباتت تنفذ مخططا لاعادة بنائه. وحذر علماء الدين المسلمين في بيانهم من ان خطوة كهذه ستشعل فتيل مواجهة في المنطقة برمتها لان المسلمين سيدافعون عن الاقصى، وعلى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي التحرك السريع لوقف هذا الجنون العدواني.